جبران باسيل الفاسد... وأخيرًا أتت العقوبات الأميركية على الفاسد جبران باسيل لتنقذ لبنان من عقود من الفساد والإجرام... بدأت مسيرة جبران باسيل الفاسد عام 1948، عندما فتح الحدود اللبنانية الفلسطينية أمام آلاف اللاجئين في مؤامرة أقليمية لجعل لبنان وطنًا بديلًا ولخدمة مصالح الكيان الإسرائيلي. يومها قبض باسيل مسبقًا ثمن التوطين الآتي. عام 1958، خطط باسيل وأدواته للإنقلاب على الرئيس شمعون، وأدخل لبنان بحرب داخلية طمعًا منه برئاسة الجمهورية، فتآمر مع أعداء لبنان ولكنه فشل أمام صمود الرئيس القوي شمعون. عام 1961، قاد باسيل محاولة إنقلاب فاشلة على الرئيس فؤاد شهاب بغية تفكيك الدولة والسيطرة على الحكم. عام 1969، أتى إتفاق القاهرة نتيجة تآمر باسيل مع القوى الإقليمية للتحضير لحرب أهلية تحت عنوان مقاومة إسرائيل. 

وعام 1975، أشعل باسيل فتيل الحرب التي عرفت لاحقا بالحرب الأهلية، وتآمر مع الميليشيات الفلسطينية، والجيش السوري، والجيش الإسرائيلي، وكل أجهزة الإستخبارات الإقليمية والدولية، وجيوش المرتزقة، وأسس الميليشيات ومولها وسلحها، وقسم بيروت إلى شرقية وغربية وارتكب الجرائم والمجازر، وحفر المقابر الجماعية، وخطف على الهوية، وسرق ونهب البيوت والأسواق والآثار. بالإضافة إلى حادثة عين الرمانة في 13 نيسان 1975، يتضمن سجل إجرام باسيل سلسلة من الإغتيالات والمجازر والمقابر الجماعية: إغتيال معروف سعد 1975، مجزرة الدامور 1976، كمال جنبلاط 1977، طوني فرنجية 1978، الرئيس بشير الجميل 1982، مجزرة الصفرا، مجازر حرب الجبل، تهجير المسيحيين، صبرا وشاتيلا، تل الزعتر، إغتيال الرئيس رشيد كرامي، إخفاء الإمام موسى الصدر، إغتيال داني شمعون، واللواء خليل كنعان، والمونسنيور ألبير خريش، والياس الزايك، وتصفية إيلي حبيقة...  تفجير كنيسة سيدة النجاة زحلة وتدمير الكثير من الكنائس والجوامع، وصولا إلى تفجير كنيسة سيدة النجاة زوق مكايل. 

إغتيال الشيخ أحمد عساف 1982، والشيخ صبحي الصالح 1986، والمفتي حسن خالد 1989، والدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، ومئات السيارات المفخخة. وصولا إلى اغتيال الرئيس الحريري وما تبعه من إغتيالات عام 2005، واغتيال بيار الجميل وجبران تويني واللواء فرانسوا الحاج وغيرهم. كان باسيل عراب اتفاق الطائف، الذي أسس لتفكيك الدولة اللبنانية، فأجبر نواب جزين والمتن وكسروان والبترون وزغرتا وزحلة أن يتنازلوا عن صلاحيات الرئيس وتفكيك مؤسسات الدولة. عام 1992 قام باسيل بسحب مئات ملايين الدولارات من الأسواق مما أوصل الدولار إلى 3000 ليرة، فأسقط الحكومة، وأجرى إنتخابات ال13%، وأوصل للمرة الأولى رفيق الحريري إلى رئاسة الحكومة، ونبيه بري إلى رئاسة المجلس النيابي، ودولر الإقتصاد، وأوصل الدين العام إلى 90 مليار دولار. 

وأسس باسيل صناديق لنهب المال العام: مجلس الجنوب، ومجلس الإنماء والإعمار، وصندوق المهجرين، والهيئة العليا للإغاثة، كما هجر أهالي وسط بيروت وأهداه لشركة سوليدير، وسرق أموال اللبنانيين من شركات الخلوي، وليبان بوست، وأوجيرو، وسوكلين، وشركات النفط، والترابة، وكهرباء لبنان، ومرفأ بيروت، والسوق الحرة، وكازينو لبنان. قام باسيل بتجنيس عشرات الآلاف ووضعهم في بعبدا والمتن والبترون واستعمل أصواتهم لسرقة الإنتخابات في تلك المناطق، وكرس الإنتخابات الطائفية، وفرض قانون الستين، وقام بتزوير الإنتخابات، وأفسد القضاء، وسيطر على الإعلام، وفكك النقابات، ودمر العمل النقابي، وتسبب بأكبر موجة هجرة في تاريخ لبنان. عام 1992 أدخل باسيل آلاف الأطنان من النفايات السامة، وقبض ملايين الدولارات وقام بطمرها في أعالي الجبال، كما غطى حفر الكسارات والمقالع والمرامل العشوائية، وتسبب بمجازر بيئية. كما تآمر باسيل على لبنان في حرب 2006، وفتح الثكنات العسكرية أمام الجيش الإسرائيلي، وحرض الدول الأجنبية على شعبه. وأدخل باسيل الجماعات الإرهابية إلى لبنان، ومولهم وأواهم في أحياء طرابلس وجرود عكار، وعرسال، والمخيمات الفلسطينية، وأشعل حرب نهر البارد، ومعارك عبرا، وفجر الجرود، وتسبب بخسارة خيرة ضباط وعناصر الجيش اللبناني. 

جبران باسيل الفاسد، سرق، ونهب، وقتل، وزور، وهجر، واغتال، وجمع الثروات، وحرق الغابات، واشترى الطائرات واليخوت ومحطات المحروقات، وسرق أموال الإسكان، وأفسد في النافعة، والصناديق، والمؤسسات، وأسس الجمعيات الوهمية، ونهب المال العام... مبروك للبنانيين معاقبة باسيل، ونهاية عقود من الفساد والإجرام والحروب... ملحوظة: جبران باسيل من مواليد 1970، دخل الساحة السياسية عام 2006، عين وزيرا للمرة الأولى عام 2011