أشمون إله الطب الفينيقي،
عرفه الإغريق باسم: إسكولابيو،
و له ضحى سقراط، بآخر وصية له قبل تجرّع السم.
"أش" بالفينيقية تعني "شاب"، و هي مصدر كلمة "أشوش" الشاب في لعبة الورق "الباصرة". و لكن ليس هذا مصدر إسم الإله،
بل "أشم" - "ون" للتعريف و التعظيم،
و المعنى: الثامن.
...
كان "صدّيق" أباً لسبعة عمالقة (أعطوا أسماءهم لقمم جبال لبنان) تبنّى أشمون كإبن ثامن، و ربّاه.
علّمه عند هرمس ثلاثي-المجد. هرمس رفض أن يعلّمه كل ما يعرفه، فأشمون أظهر نبوغاً فريداً عندما طوّر من الخيمياء أدويةً، مؤسساً بذلك علم الصيدلة التي لا زالت تجمل رمزه الى يومنا هذا، و الطب الوضعي. تعلّم أشمون نصف ما يعرفه هرمس، و لذلك رمزه أفعى واحدة (و الأفعى رمز الحكمة) بدل إثنين من caduceus هرمس، و بدل قرص الشمس المجنح، رمز الألوهة في سمائها الفلكية، كان الكأس المقدس (holly grail)، رمز البشرية التي تلقت الحياة، و تتوق لتخليدها، و هو الجرن الذي فيه يحرق الفينيق نفسه و يقوم من رماده في اليوم الثالث.
...
أشمون سكن بيروت، و اشتهر بحبه للصيد و امضاء وقته في الطبيعة (بشامون). و كان له عشيقة من الشمال (بطرّام، الكورة) حيث بنى لها معبداً (معبد أشمونيت). و لكن عشتروت رغبت به، و حاولت إغواءه. وفاءً لمحبوبته أشمونيت، سحب خنجره و قطع عضوه الذكري، و لكن عشتروت - كما تعودنا عليها، لا يمنعها الموت، فأحيته و رفعته الى مصاف الآلهة.
أما في الأرض، نُقل عضوه الذكري الى صيدا، و دُفن مكان معبد أشمون هناك، حيث كان لعشتروت عرشاً فارغاً، تجلس فيه كلما زارت المدينة.
...
لم يكن معبد أشمون للروحانيات فقط، بل كان فرعاً لجامعة موخوس الفيزيائية، حيث يتدرّج المكرّسون التلامذة لعلوم الطب و الصيدلة نحو "سرّ الخلود"، طائر الفينيق (الفينيق هو holy grail، حسب أقدم نص من ال corpus arthurianae)، و منهم انبثقت جماعة تدعى theraputae و انتشرت شمالاً في بلاد الإغريق و جنوباً عند المصريين و غرف من تراثها الأسينيين، لا سيما سرّ المعمودية (يوحنا المعمدان).
...
آخر معبد لأشمون كان في بلدة دوما، تحوّل الى كنيسة في عهد جوستنيان، و بقي منه لوحة بجانب أرزة مقطوعة الرأس في rond point ساحة البلدة باسم آخر الكهنة الأشمونيين.
شادي الزغبي
0 Comments