اضطر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن زيارة كييف بقطار منطلق من بولندا مثله مثل سائر الزائرين الشخصيين للرئيس الاوكراني زيلينسكي ، اكانوا رؤساء دول ام وزراء او مسؤولين ، منذ بداية الأزمة الاوكرانية الروسية ..
لم يسمح الروس للطائرة الرئاسية الأمريكية بعبور أجواء اوكرانيا و هبوطها في مطار كييف حفاظا على السيادة الحصرية الجوية الروسية لاوكرانيا و منعا من تكريس عرف خرق هذه السيادة حتى لرئيس دولة عظمى مثل أمريكا ..
اكثر من هذا ، لم يسمح الروس لأي طائرة عسكرية ام مدنية ، امريكية ام تابعة للناتو ، بتأمين زيارة بايدن للعاصمة الاوكرانية ، لا بل ، تولت طائرات ميغ 31k بالتحليق فوق كييف طوال مدة الزيارة ..
الامريكيين تفاوضوا مع الروس ، و تحديدا مع وزارة الدفاع الروسية على مرحلتين : الأولى من قاعدة اندرو في الولايات المتحدة الأمريكية قبيل انطلاق طائرة بايدن و الثانية قبيل وصول الطائرة إلى بولندا لتأكيد بنود الاتفاق على كيفية عبور بايدن و الضمانات الأمنية له ..
جل ما فعل الجيش الأمريكي لحماية بايدن هو اطلاقه من قواعد بولندا ل ٤ طائرات تجسس ، اثنان منها اواكس ، بقيت تحوم على طول الحدود البولندية الاوكرانية مع تفعيل
ال call sign الخاص بالطائرات و هو جهاز تعريف لنوع الطائرة و ملكيتها و رقمها التسلسلي ( الصورة )
السبب الاساسي لزيارة الرئيس الأمريكي بايدن أوروبا هو بولندا و ترسيخ دورها المستقبلي كقاعدة عسكرية امريكية متقدمة ضد الشرق .. يحكى عن انشاء غرفة عمليات مشتركة مع بعض الدول المحيطة ببولندا تكون ستارا حديديا مستقبلا لاوروبا الجديدة كما تراها أمريكا ..
زيارة زيلينسكي هي زيارة استعراضية لا أكثر و لا أقل و لا تقدم و لا تؤخر في الفكر الاستراتيجي الأمريكي للمستقبل ، لا بل ، قد ترضخ الولايات المتحدة الأمريكية لمشيئة بولندا و تقتطع قطعة من اوكرانيا مستقبلا و تضمها لبولندا ..
الخاسر الأكبر من تثبيت دور محوري لبولندا في أوروبا الأمريكية الجديدة هي فرنسا بدرجة أولى ، بريطانيا بدرجة ثانية و المانيا على المدى الاقتصادي الطويل ..
حرب اوكرانيا ستعيد رسم مواقع القوى في أوروبا طبقا لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية فقط
0 Comments