ملف التفرغ الجامعة اللبنانية

تحاول وزيرة التربية الجديدة ريما كرامي ومن ورائها تمرير ما لم ينجح أحد من تمريره خلال السنوات الأخيرة في الجامعة اللبنانية تحت شعارات الإصلاح والمسارات الأكاديمية وإبعاد الطائفية بغيت السيطرة المطلقة على الجامعة. 

وفي التفاصيل التي يتم تداولها وبعد إضراب اساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية لمدة أسبوع من أجل تحصيل حقوقهم وعلى رأسها ملف التفرغ الذي طال انتظاره، يجري الحديث حول صيغة جديدة تعدها وزيرة التربية ريما كرامي تقوم على تحديد آلية التفرغ وفق الحاجات حسب ما تزعم به عبر رؤساء الأقسام في الكليات كافة من أجل إبعاد التدخلات السياسية وحصر صلاحيات مجلس الوزراء دائما حسب مزاعم الوزيرة العتيدة. 

ولكن، يبدو أن أمور عدة غابت عن بال الوزيرة العتيدة أو تقصدت تغييبها والله أعلم. يبدو أنه فاتها بأن ملف التفرغ لم يتم اقراره منذ سنوات بسبب إنعدام التوازن الطائفي فيه وإصرار فريق معين على تمريره رغم اعوجاجه وعدم مراعاته للتوازنات الوطنية والطائفية التي تقوم عليها البلاد منذ نشأتها والتي لطالما تم احترامها في كافة ملفات التفرغ السابقة. 

قد تكون الوزيرة تتصرف بحسن نية ولكن هذا كله سيقضي إلى تحويل الجامعة الوطنية إلى جامعة من لون واحد وبالأصح سيحول اساتذتها إلى طائفة واحدة وهي الطائفة الإسلامية الكريمة بسبب أسباب عديدة لعل ابرزها هو أن العدد الأكبر من المتعاقدين هو من المسلمين لا بل العدد الكاسح وبطبيعة الحال سيقوم رؤساء الأقسام برفع اسمائهم إلى مجلس الجامعة وإلى تفريغهم فيما بعد والعدد الكبير هذا يعود إلى أسباب عدة وعديدة لعل ابرزها سيطرة احزاب معينة على كليات وفروع معينة مما أمكنهم إدخال اساتذة محسوبين عليهم طيلة سنوات وسنوات بكافة الطرق المشروعة والغير مشروعة وبالتأكيد أن الوزيرة تدرك هذا الأمر جيدا وهي تحاول الإلتفاف عليه عبر شعارات رنانة وأفلاطونية وكأننا نعيش في جمهورية الكمال والنقاوة. 

بناء على كل ما تقدم، نطالب المعنيين ونناشد الأحزاب المسيحية بالتدخل قبل فوات الأوان والتحلي بأعلى درجات الوعي واليقظة دفاعا عن جامعة الوطن وشبابه المثقف ولكي لا تتحول الجامعة اللبنانية إلى جامعة إسلامية أخرى فنحن لا نريدها جامعة مسيحية ولا جامعة إسلامية بل جامعة لبنانية واحدة للوطن أجمع.