منذ ٣٥ سنة، أحسسنا بأن قوة خرجت من بيننا وحماية انسحبت من جوارنا دون سابق تصور وتصميم. في ذاك اليوم المشؤوم، تغير تاريخ لبنان لا بل تاريخ الشرق الأوسط برمته. لم يدرك اللبنانيون بأن لحظة إنهيار حائط بيت الكتائب في الأشرفية لم تقتصر على دمار الحجر ولا البشر بل تعدته لتكون تدمير لمقاومة سطرت أجمل ملاحم البطولات في ساحات الشرف وإنهيار لحلم بلبنان القوي 
نسمع يوميا، أين البشير ؟؟ وهل رحل فعلا ؟ وهل يعود ؟ وما قد تكون ردة فعله حيال كل الأوضاع المتردية في لبنان ؟؟ واي لبنان سيرى ؟؟ وكيف سيتصرف مع وجود ملايين الأغراب على ارضنا، هو الذي رفض حينها وجود القوات المتعددة الجنسيات الآتية من أجل حفظ السلام في لبنان. 
نحن نرفض البكاء على الاطلال وتذكر الماضي الأليم في كل حين، بل ليكن الماضي عبرة ودرسا لبناء المستقبل الأفضل، لتكن شخصية البشير قدوة لمن أراد حفظ أمانته. لم يكن ليصمت ولا ليساوم ولا ليغض الطرف أحيانا. لو عاد من حيث هو، كان ليكون تعالوا نعود إلى ال- ١٠٤٥٢ كم مربع، تعالوا نعيد لبنان للبنانيين وحدهم، تعالوا نحفظ كرامة اللبناني في أرض وحقه الطبيعي بحياة كريمة على أرض، تعالوا نعد مجد أرز لبنان العظيم، تعالوا نعيد كل غريب إلى أرضه، تعالوا نوزع كل هذه الكميات من المشردين إلى بلدان العالم العربي الذي لم يستقبل طفل واحدا...
تعالوا نتوحد قبل فوات الأوان، وقبل إنهيار الهيكل على رؤوسنا جميعا 
فإما أن تكونوا حيث لا يجرؤ الآخرون، وإما يزول لبنان من الوجود...