فتح بشير هيكل «باشو» قلبَه لجريدة «الجمهورية» وكشفَ عن طفولته وبداية عشقِه للقلعة الخضراء. مِن شابّ يبلغ 20 عاماً إلى رَجل في الـ53، بقيَ العشق 1 و«باشو» 1
بداية باشو مع الحكمة

بدأ باشو حديثه متطرّقاً لبدايته مع الحكمة، وقال: كان حلمي أن أتعلّم في مدرسة الحكمة - الأشرفية، لكنّ وضعَ عائلتي المادّي لم يسمح لي. كنتُ أساعد الأب سركيس في الكنيسة وأقول له: «أبونا بحِب إحضَر مباريات الحكمة» في كرة القدم، طبعاً قبل تأسيس فريق كرة السلّة.

رافقتُ الأب سركيس إلى المباريات وطلبتُ من الجمهور أن نطليَ أوجهَنا باللونَين الأخضر والأبيض الذي كان شعار نادي الحكمة، وعند وقوع إشكال كنتُ أدافع عن طلّاب الحكمة وأصبحَت علاقتي معهم قوية.

كيف بدأ باشو يضرب على «الطبل» ؟

كان ضاربُ الطبل السابق يزعجني، ولا يُحسن استعماله ، فحملتُ الطبلَ إحدى المرّات عنه وعزفتُ نشيد الحكمة، فقام الجمهور وهتفَ «باشو باشو باشو». وطلبَ منّي الأب سركيس أن أستلم هذه المهمّة، وبدأتُ بتأليف الأغاني الجديدة للنادي.

سقوط الحكمة إلى الدرجة الثانية!

في منتصف التسعينات وفي آخر مباراة في بطولة لبنان لكرة القدم أمام الأنصار، وصَل الرئيس أنطوان الشويري إلى الملعب وكان الجمهور يبكي بسبب تخلُّفِنا بنتيجة 8-1. فبدأتُ الغناء: «يقولو شو ما يقولو حبَّينا الحكمة وبَس»، كنّا في حالة حزنٍ وفرح في الوقت نفسِه.

بعد الهبوط إلى الدرجة الثانية أصبحَت مهمّة جلبِ الجمهور صعبة، وفي ذلك الوقت لم يكن هنالك «واتساب وفايسبوك»، فذهبنا إلى مدارس الحكمة وأخَذنا التلامذة إلى الملاعب. وتَمكّنا من العودة إلى موقعنا الطبيعي في الدرجة الأولى.

«Offside» في كرة السلّة!؟

دخَل نادي الحكمة عالم كرة السلّة ورافقناه في مباراته الأولى التي لم تنتهِ على خير... أنا لا أعرف شيئاً في «الباسكت»، فرأيت لاعبَ الخصم منعزلاً عن البقيّة ويسجّل، فصرختُ «أوف سايد»! والحَكم لم يستجِب، فقرّرتُ النزول إلى أرض الملعب، وافتعَلنا مشكلاً... بعدها تحدَّث الشويري وشرَح لي قوانين اللعبة.

معاش باشو الأوّل

بداية مشواري مع الحكمة كانت بسبب العشق، لكن وصلتُ إلى مرحلة أنّ التشجيع بدأ يؤثّر على عملي. طلبَ منّي الشويري أن أكون متفرّغاً للنادي 24/24 ، فقلتُ في نفسي «شو بيه هيدا»؟ فعرَض علي 3000 $ معاش، فضحكتُ وقلت «بشتِغل 48/48».

باشو يريد إشعال الملعب بـ500 جريدة !؟

طلبَ منّي الرئيس الشويري أن أهاجم نادي الرياضي بعد الكلام الذي قيل عنه. ذهبتُ إلى الشهيد جبران تويني وطلبتُ منه 500 جريدة. وصلتُ إلى الملعب فقال لي أحد عناصر القوى الأمنية: «بدّك توَلّع الملعب»؟ فقلتُ له: كلّا، نريد الجلوس عليها. ومع بداية المباراة وبعد عزفِ النشيد الوطني بدأنا بقراءة الصُحف من دون أن نكترثَ للّعِب، فاضطرّ عندها الاتّحاد إلى توقيف المباراة. «المهم الريّس انبسَط».

كم رئيساً رافَقه باشو؟

أنطوان شويري، هنري شلهوب، جورج شهوان، ميشال خوري، طلال مقدسي، إيلي مشنتف، نديم حكيم ومارون غالب.

باشو يكره «المسبّات»

أنا وبصفتي قائد أكبرِ جمهور، من واجبي ضبطُ هذا الجمهور. الاتّحاد يرى كيف أسيطر على 5000-6000 شخص في الملعب، وأتمنّى على الفرَق الأخرى ضبط جمهورها ومنعَه من توجيه الكلام البذيء للّاعبين وعائلاتهم.

هل يغادر باشو الحكمة؟

يجب على نادي الحكمة أن يبحث عن بديل مناسب، فأنا الآن في الـ53 من العمر، ولا أعلم إلى متى يمكنني الأداء كقائد للجمهور، صحّتي وجسدي في حالة إرهاق، وجمهور الحكمة هو الجمهور الأكبر والأعظم في لبنان، وهو مِن كلّ المناطق والطوائف، والنادي بحاجة إلى قائد كباشو ليكملَ المسيرة.

سرُّ العشق

أتحدّى أيّ فريق في العالم أن يخسرَ بعدد المباريات التي خسرناه ويبقى جمهوره وفيّاً له كجمهور القلعة الخضراء. السرّ هو سرّ العشق. ليس مسموحاً أن تغادر الحكمة. في الليل تقول أنا أكره الحكمة بعد كلّ خسارة، وفي الصباح تُصبح حكماوياً من جديد...

فريق كرة القدم

أساس نادي الحكمة كرة قدم. أريد أن أشكر رئيس رابطة الحكمة واللجنة الإدارية باتريك عون على جهوده تجاه الفريق، بالإضافة إلى إيلي رشدان وسمير نجم والإدراة لدعمِهم المستمر للنادي رغم الصعوبات التي يواجهها، المشكلة في كرة القدم هي عدم وجود راعٍ رسمي للفريق، مثلاً فريق كرة السلّة عاد إلى السكّة الصحيحة بفضل رئيس مجلس الأمَناء بيار شهوان والراعي الرسمي للفريق.

من يشجّع باشو في كرة القدم؟
أنا أرجنتيني، وأعشق ليونيل ميسي. أشجّع كلّ لاعب أرجنتيني، مثلاً ميسي في برشلونة، ديبالا في يوفنتوس، وأغويرو في السيتي.

من هو الدبّ والغوريلا؟

أنا دبّ، وجمهور الحكمة دبّ. ندخل ملعب غزير كدبَبة... والغوريلا «يا ويلي إذا وعيِت».
وخَتم باشو حديثه قائلاً: السلسلة الآن 1-1، واليوم لدينا مباراة مهمّة في المنارة، وفي حال الفوز أو الخسارة في المنارة، الأحد «بدنا عالم برّات الملعب أكثر من يَللي جُوّا».