Related image
دخل المسيح أورشليم على جحش إبن أتان وحقق بذلك نبوءة زكريا بن برخيا. 
ملك الملوك يدخل على جحش، أما الرعايا اليوم بأين هم من هذا الجحش ؟ 
بات عيد الشعانين اليوم أشبه بأحد الازياء والاستعراضات تلبس فيه النساء أحلى الملابس الجديدة طبعا وتسبق ذلك بتصفيف شعرها عند الحلاق المختص طبعا. أما للأولاد حصة الأسد هنا، فلا يجوز ألا يحمل الولد أفخم شمعة في السوق والمزينة على أفضل ما يكون حسن التزيين. 
إن كل ما يحصل اليوم في القداديس عامة في معظم المناطق اللبنانية هو ظاهرة إن دلت على شيء فهي تدل على إنحطاط أخلاقي وسطحية لا مثيل لها وكل ما يمكن أن يكون بعيد كل البعد عن المعنى الحقيقي للدين المسيحي وللعيد بذاته. 
إنه يوم دخل يسوع المسيح إلى أورشليم وتم استقباله إستقبال الملوك والابطال.
إستقبال لم تعرفه أورشليم منذ نشأتها، وهو كان السبب الرئيسي لإحتدام الصراع بينه وبين اليهود والفريسيين حين اشتعلت الغيرة في قلوبهم. 
معاني الشعانين تجسد في تواضع المسيح حين دخل راكباً على الجحش، وتم استقباله بأغصان الزيتون وهي ترمز إلى السلام المطلق الذي كان المسيح ينوي إحلاله على الأرض وما إستقبال الجماهير له إلا دلالة على أن الشعب آنذاك كان متعطشا إلا ملاقاة المسيح بعيدا عن الفريسيين واليهود...
إن ما يحصل اليوم في ظل سكوت رهيب للكنيسة التي بات الفساد يتغلغل في كل زاوية منها أيضا يدل على إنحطاط أخلاقي نعيشه اليوم على كل الأصعدة وما الحالة التي وصلت إلى بلادنا اليوم سوى نتيجة لكل التكاذب الذي نعيشه وعشناه على مدى سنوات. إن مسؤولية الكنيسة وممثلي هذه الكنيسة أعظم من كل إنسان آخر، فهم القدوة والمثال الأعلى لكل مؤمن في تعاليم المسيح والكنيسة. 
لماذا لا يتم ذكر هذا الأمر في عظة الأحد ؟ 
هل أن القداس هو للصلاة والسجود أم مناسبة لإبراز أحدث الألبسة وتصاميم الشعر والأظافر وتلاوين الوجه الشفاه ؟ 
إن السكوت هو علامة الرضا، والساكت عن الحق هو شيطان أخرس، ثوروا وانتفضوا على هذه القيم الفانية التي أصبحت من عادات وتقاليد مجتمعنا الضعيف...