يسأل المراقبون كافة عن سبب غياب التيار الوطني الحر عن الساحة بشخص رئيسه، نوابه، وزرائه، وكافة المحازبين والمناصرين وهو المعني الأول بما يحصل لأن الثورة الشعبية تقوم بإتهامه بالفساد وتساويه بالذين حكموا البلاد والعباد بعد الطائف ووضعوا أسس إعادة اعمار لبنان والسياسة الإقتصادية للبلاد في حين لم يكن التيار الوطني الحر ضمن هذه التركيبة التي خططت ودخلت في التحاصص وما زالت العديد من ادارات الدولة تحمل ترسبات تلك المرحلة، فالوضع الإقتصادي والاجتماعي الراهن لا يمكن إلصاقه بالرئيس عون انما للرؤساء الهراوي، لحود وسليمان وكافة حكوماتهم والوزراء المتعاقبين، وهنا نخص بالذكر الرئيس ميشال سليمان الذي تم إحتلال لبنان في عهده من قبل الدواعش ودخل إلى لبنان ملايين اللاجئين دون أن يرف له جفن حتى أصبح لبنان غير قادر على تحمل كافة تبعات هذا الإحتلال الإجتماعي.


وفي المقلب الآخر، شهد لبنان في عهد الرئيس عون تحرير جروده من الدواعش واعوانهم وتدخل الجيش لفرض الأمن حيث عرف لبنان أمناً لم يشهده منذ نهاية الحرب كما خاض معركة إعادة اللاجئين السوريين محاربا الدول الكبرى كافة دون تراجع رغم الإغراءات الكبيرة كما قام بفتح ملفات عديدة لعدة فاسدين ودخل العديد منهم إلى السجون ولكن كلما تصل التهمة لكبار هؤلاء كالسنيورة مثلاً كانت تهب الطائفة السنية بكبار قومها للدفاع عنه، ودون أن ننسى أن عهد الرئيس عون عرف موازنات كانت غابت عن لبنان لسنوات طويلة كما تم إقرار خطط إنمائية من تنقيب عن النفط إلى مشاريع سدود ومعامل كهرباء. وإنطلاقا من كل هذه المعطيات، يسأل العديد من المراقبين في الصالونات السياسية "أين التيار" ولماذا هذا الغياب ؟ ولماذا لا يحرك شارعه دون مواجهة مع أحد بل عبر تجمعات في البلدات كافة عبر هيئاته المحلية ؟ ولماذا هذا السكوت عن مساوة المجرم بالضحية وإلى متى ؟