Related image
تكثر خلال التظاهرات التي يشهدها لبنان ظاهرة شكوى طلاب الجامعات من إنعدام فرصة إيجاد فرص عمل بعد تخرجهم من الجامعة. وهنا لا بد أن نسلط الضوء على هذا الأمر، فالمشكلة ليست فقط في ضعف الإقتصاد اللبناني وعدم وجود فرص عمل بهذه البساطة، بل أساس المشكلة هو الجامعات الخاصة في لبنان التي أصبح عددها أكثر من الطلاب وهي تنتشر في كل مناطق لبنان وكل أزقته حتى أصبحت بعض الجامعات تنحصر في بناية صغيرة أو شقة صغيرة. 
المشكلة الأساس هي أن عشرات الآلاف إذا ما قلنا مئات الآلاف تتخرج يوميا دون أفق ودون خطة واضحة لما بعد تخريجهم، فالكل قادر على تحصيل أي شهادة يريد أياً تكن هذه الشهادة، والكل أصبح ناجح في نهاية المطاف وما من رسوب في أغلبية الجامعات الخاصة، والإختصاصات حدث ولا حرج من أسماء وكلمات تتكرر دون فائدة. المشكلة يا سادة هنا قبل هناك، والمشكلة يجب حلها على أعلى المستويات، فنسبة الجامعات على عدد السكان هي الأعلى في العالم دون منافسة في لبنان ولا يمكن لأي بلد في العالم أن يلبي طموحات الجحافل التي تتخرج سنويا من أجل إشباع رغبات حيتان مال تقف وراء تلك الجامعات لا يهمها سوى تعبئة اختصاصات وزيادة عدد طلاب وفي النهاية "تنجيح الجميع".
في النهاية، نحن نتكلم عن أغلبية الجامعات والأغلبية الساحقة حكما مع احترامنا لما تبقى من جامعات عريقة لها تاريخها الأكاديمي الذي لا جدل حوله.