Image result for rafic hariri saudi arabia"
نجح إتفاق الطائف في الظاهر في وقف الأعمال العسكرية بين الأفرقاء المتصارعة لسنوات كما نجح تماماً في قضم التركيبة اللبنانية التاريخية ونقل صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني إلى رئيس الحكومة السني والسني الذي يتم تعينه في الطائف في عقر دار السعودية. 
إستلم بعد الطائف حكومات لبنان رفيق الحريري رجل السعودية الأول دون احتساب كرامي الذي تم تعينه لإسقاطه شعبياً فيما بعد. قدم الحريري إلى رئاسة الحكومة واضعاً سياسات لبنان الإقتصادية لسنوات وسنوات والتي قامت بشكل رئيسي على إقتصاد ريعي يقوم على الخدمات والإستدانة كل ٧ سنوات للبقاء على قيد الحياة دون إعتبار أي مورد للدولة اللبنانية ودون التفكير في الإستثمار في الزراعة أو الصناعة. لم يكن واضعو الطائف سخفاء لدرجة إحتضان الزعماء اللبنانيين من أجل وقف الحرب فحسب، فالسعودية التي دعمت منظمة التحرير الفلسطينيية من أجل أن تمر طريق القدس في جونيه ومن أجل ترد مسيحيي لبنان لم تكن لتقوم بذلك لولا أن الطائف سيكرس لاحقا توطين الفلسطينيين الذين سيزيد عددهم فيما بعد إلى أرقام لن يكون من السهل احتسابها. 
إذاً، كرس الطائف الحريري على رأس الحكومات مع كل سياساته الإقتصادية التي عملت على الإستدانة دون رد الدين أو حتى دون التفكير بذلك ليصل بنا المطاف إلى وضع لن يكون لنا فيما بعد فسحة للتفكير بالحلول سوى توطين الأغراب الفلسطينيين من أجل سد هذا الدين. وبالفعل، حصل ما كان في الحسبان في هذا المجال واصبح ديننا العام يناهز ال ١٠٠ مليار دولار ولكن ما لم يمكن في الحسبان في بال السعودية ومن ورائها في لبنان وخلف البحار أيضاً بأن سلاح حزب الله يصبح بهذا الحجم وبأن ميشال عون سيجرؤ على التنقيب عن النفط والسعي إلى عودة اللاجئين كافة إلى دياررم سالمين من فلسطينيين إلى سوريين. وعليه، فلبنان هذا لم يعد الحلقة الأضعف والحرب ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات طالما صفقة القرن لا تأخذ بعين الإعتبار بأن أحفاد من حفر الصخر في قنوبين لن يكون من السهل اخضاعهم لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة والسلام....