
بقيت الجماهير، كل الجماهير دون إستثناء ودون كلل، تهتف لمدة ٥٥ دقيقة، نعم ٥٥ دقيقة، أي من الساعة السابعة والنصف مساءاً حتّى الثامنة وخمسة وعشرون دقيقة:
"برّا برّا برّا سينورة طلاع برّا"
وهو مُلتَصِق على كرسيه الأمامي، عيونه مصبّرة على كتيّب في يديه، يقرأ اللا شيء، ويفعل اللا شيء،
والسنيورة جالس وحده بهدوء وبرودة فاجرة، كأنه لا يسمع ولا يرى ولا يشعر!
لكنه متمسكّاً بكرسيه، متجاهلاً صريخ الناس المذلّ.
تعبت حناجر الناس، تلفت الأيادي من الزقيف، تأخّر الحفل!
ما هذه الوقاحة؟
ما هذا النكران؟
ما هذا العهر الأخلاقي؟
0 Comments