
إفتحوا التحقيقات على مسؤوليتي..
(كاريتاس تُرسل مساعدات مالية للبنان ووزارة الشؤون تستهتر وتستنسب بنوعية المستفيدون)
- لفتني اليوم صباحاً إزدحام غير مسبوق في إحدى شركات تحويل الأموال، إستفسرت عن الموضوع فتبين أن الناس تقبض حوالات مالية من وزارة الشؤون آتية من جهة أجنبية مانحة قيمتها 200$ للعائلة الواحدة من العوائل المستورة المسجلة لدى الدولة اللبنانية تحت تصنيف (فقر حال).
تحت هذا المسمى (فقر الحال) تستعين الدولة اللبنانية لجلب المساعدات لمواطنيها بطريقة (الشحادة) إذا صح التعبير..
المهم، تابعت مجريات الحدث من بابه المهني وربما لحشرية ما خاصة بي، فتبين بأن وزارة الشؤن تُرسل للمستفيد رسالة على هاتفه بإمكانه خلالها أن يقبض المبلغ المذكور، فصادفت أشخاصاً قبضوا مبلغ الـ ٢٠٠ دولار مرتين وثلاث مرات عن طريق إرسال الرسالة لثلاثة أفراد في منزل واحد، وهذا أمر مؤكد وموثق دون ذكر أسماء منعاً لإحراج أي أحد، تابعت الموضوع في منتصف النهار وعدت أدراجي الى شركة تحويل الأموال التي هي بالأصل يديرها شخص صديق لي، فسألته سؤال محدد ولطالما هو إبن البيئة ويعرف الكبير والصغير، السؤال كان: من هي الفئة المستفيدة من هذه التحويلات؟ أجاب: كما رأيت المشهد في الخارج، زحمة السيارات كفيلة أن تعطيك الجواب الشافي.. (وهز برأسه)..
صحيح، لم أرى فقيراً يقود سيارة رانج روفر ولا هيونداي، وبالوقت الذي يبيع فيه الفقير هاتفه الجوال ليأكل تأتي المساعدات ليقبضها غيره..
الأهم من ذلك، أنني استكملت التحقيق عبر إجراء عشرة إتصالات كعينة لأبني عليها هذا الكلام، فهاتفت عشرة أشخاص أعرفهم، وهم مسجلون في سجلات وزارة الشؤون تحت مسمى (فقر الحال) فلم يسمع أحد منهم عن هذه المساعدة، وهذا يدل على أن الفئة الفقيرة والمحتاجة ربما لم تطالها هذه المساعدات بشكل مباشر، فمن أصل عينة عشرة أشخاص أتت النتيجة صفر على عشرة.
أكتفيت بهذه اللمحة السريعة عن مجريات الحدث، التي تلخص الإستهتار والسرقات والتنفيعات والتراضي، وما زال البعض يسأل لماذا نقوم بثورة أو بنهضة..
(يوسف شتوي)
هذه الدولة يا سادة بحاجة لإعادة هيكلية كاملة، نحن بحاجة الى لبناننا الذي صنعوه رجال الدولة القدامى الذين ضحوا وبنوا المؤسسات كي نواكب سائر المجتمعات وليس كي تسرقنا فئة مستهترة تستضعف الفقير بطلب حاجته وتذله وبوقت الشدة تذهب المساعدات لبشر ليسوا بحاجة لها..
الثورة الواعية الحقيقية، هي أننا لن نرضى بأن تسير أمور البلاد بهذا الشكل، هذه عينة مصغرة عن ما يحدث في مؤسسات الدولة..
أكتفي بهذا القدر من التحقيق وأتوقف عنده، كي لا يصبح الأمر شخصي، "بتعرفوا بلبنان كل شي وارد" وأترك الأمر لأصحاب الشأن والمهتمين والمعنيين والناس الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة..
الثورة آتية لا محال، وهذا الوطن ملكنا وهذه أرضنا وليس لنا بديل عنه..
0 Comments