في أوائل كانون الثاني من العام ١٩٨٦، حصل إجتماع في بكركي أجبر فيه الآباتي بولس نعمان كل من سمير جعجع وإيلي حبيقة المسؤول عن الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية آنذاك على القسم على الإنجيل المقدس بألا يستعملوا السلاح ضد بعضهم البعض كي لا يخسر المجتمع المسيحي المزيد من الشباب بعد إن اشتد الخلاف بين الرجلين حول الإتفاق الثلاثي الذي كان يقضي بإنهاء حالة الحرب والدخول في عملية السلام مع السلطة الشرعية في سوريا الجارة الوحيدة والمنفذ الوحيد مع كل أسف للبنان. يومذاك، كان الحبيقة يفاوض سوريا بإسم المسيحيين ويتواصل مع بكركي ومع الجبهة اللبنانية التي انقلبت عليه فيما بعد بإيعاز أمريكي. 
Image may contain: outdoor
ذهب حبيقة إلى سوريا والسلاح في جعبته وبزته العسكرية في ما زالت شرعية، فاوض السوريين وحصل على ما كان بالإمكان الحصول عليه ولكن المهم إنه أنهى حالة الحرب وأبرم إتفاقا غير ملزم في كل بنوده على كل حال ولكنه كان مدخلا لإنهاء الأعمال العسكرية في لبنان بين الأفرقاء اللبنانيين المتصارعين. 
صبيحة ١٥ كانون الثاني ١٩٨٦، استيقظت المنطقة الشرقية على أصوات الحديد والنار حيث دخلت أفواج القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع من جبيل إلى محطتها الأولى في ادونيس وبدأت عملية الإبادة الجماعية لكل من ينتمي إلى القوات اللبنانية تحت أمرت أيلي حبيقة. والنتيجة كانت إنقلاب عسكري حصلت فيه اغتيالات وتصفيات بين الرفاق ذهبت ضحيتها حوالي ٨٠٠ شهيد وأكثر وملاحقات دامت لأعوام ليستلم جعجع فيما بعد الحكم في القوات حتى تاريخ كتابة هذا المقال. 
Image may contain: outdoor
وهنا اسئلة لا بد من طرحها: هل إتفاق الطائف كان أفضل من الثلاثي ؟ هل كان لا بد من إسقاط هذا الإتفاق بالدم ؟ وأي دم ؟ دم الرفاق ؟؟؟ كيف ولماذا ؟ وأين أمن المجتمع المسيحي ؟ أم أن شهوة السلطة أقوى من كل شيء، حتى من قسم الإنجيل المقدس ؟؟!؟!؟!