Politics & History - MIDDLE - EAST POLITICS

١٣ نيسان ١٩٧٥


كان يوم أحد وكانت الكتائب تتحضر لإفتتاح كنيسة سيدة الخلاص في عين الرمانة حيث كان الشيخ بيار الجميل مدعواً للمناسبة بالإضافة إلى الرئيس كميل شمعون . كان يوما أكثر من عاديا حتى مرت إحدى السيارات في الشارع حيث إفتتاح الكنيسة وهي سيارة من نوع فيات بولسكي ١٢٥ وفي داخلها ٣ مسلحين.. كان السلاح ظاهر والوجوه تعطي إنطباع الشر. إنهم الفلسطينيين، صرخ أحدهم، وما هي إلا ثوان حتى فتح الفلسطينيون النار بإتجاه التجمع حول الشيخ بيار الجميل الذي سرعان ما ركله جوزف أبو عاصي وكان أن غدرت رصاصات الحقد وقلة الوفاء رأس أبو عاصي وهو المفوض العسكري لمنطقة بعبدا في حزب الكتائب. 
إستشهد جوزف. هرج ومرج، صراخ وبكاء، وتمت عملية إبعاد الشيخ بيار من المكان فورا. توترت الأجواء، مات جوزف، مات جوزف....
راح الشباب يصرخون ويصيحون في الأحياء. دون أي إنذار ودون أي سبب، أطلق 
الفلسطينيون النار تجاهنا وفروا من المكان بسرعة هائلة. 
حول شباب المنطقة اللحاق بها وإطلاق الرصاص بإتجاهها دون جدوى 
لم يدرك الناس أن هذه اللحظات ستكون بداية حفلات جنون لم تهدأ ولم تستكين إلا بعد سنوات وسنوات...الرصاص في كل مكان، الناس في إحتقان غير مسبوق. اللاجئ الذي استقبلناه في أحضاننا يغدرنا ويقتل خيرة شبابنا بعد سنوات من التعدي المستمر على المدنيين وعلى الجيش اللبناني....
نزل الأهالي إلى الشارع، وكل بيده سلاحه الحربي أو سلاح الصيد...

بعد بضعة دقائق، مرت البوسطة....

كان رواد تلك البوسطة عائدين من مهرجان للجبهة الشعبية الفلسطينية في تل الزعتر، كان هناك عسكريين في داخلها وكان هناك أيضا شباب وسلاح...
مرت تلك البوسطة في مكان الحادثة وهي تحتفل، تحتفل من رجوعها من المهرجان، وكأن فلسطين تحررت من قلب بيروت...
كانت تلك البوسطة واحدة من بين أربع بوسطات كانت تشكل الموكب العائد من الإحتفال. مرت الثلاث بإتجاه غاليري سمعان ولكن سائق الأخيرة قرر المرور من شارع الجريمة ظناً منه بأنها الطريق الأقرب.
رأى الشباب مشهد بوسطة متجهة صوبهم وهم في حالة غضب عارم بعد إغتيال جوزف أبو عاصي، وكان أن أفرغ الجميع الرصاص من جعبته قبل أن يسمح لأي فلسطيني من الإمساك بسلاحه حتى...
تابعت البوسطة سيرها ولكن دون قيادة من السائق الذي نجا فيما بعد من تلك الحادثة وإستقرت عند تمثال العذراء حاليا في عين الرمانة...
وبدأت 
إقفال طرقات، حرق دواليب، رصاص في الهواء، سلاح في الشوارع، الشياح اقفلت الطريق في وجه عين الرمانة والعكس صحيح، المسلحون في كل مكان، والدولة عاجزة عن إمساك زمام الأمور، الفلسطينيون يمعنون في خرق سيادة اللبنانيين وتأييد من العديد من اللبنانيين لهم...
وإستمرت ملحمة عنف دامت ١٥ سنة...

تنذكر وما تنعاد، الحرب خربت بيوت الناس، بس لحتى ما ترجع تنعاد لازم نتعرف ونحدد الأغلاط يلي صارت ومش نحكي أشعار وعلى أول مفرق نرجع نعيد حرب أضرب من يلي قطعت. الفلطيني لازم يرجع على بلادو ولازم يتلاقى حل لإلو ولكل لاجئ غريب على ارضنا الصغيرة يلي هيي ضيقة علينا نحن كلبنانيي.