المدن - الطائفية تمنع تفرغ الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية
تعاني ادارات الدولة في لبنان من إنعدام التوازن الطائفي حتى أصبحت تلك الإدارات ذو وجه واحد ولون واحد وطابع واحد. 
الأمر ليس بالجديد وهو تفاقم وبرز بعد الطائف وبعد مباريات مجلس الخدمة التي كانت تجري طيلة هذه الفترة حتى لحظة كتابة المقال مما يشكل خرقاً فظيعاً للميثاق وللدستور اللبني الذي يحفظ حق الجميع بالحصول على وظائف الدولة دون استفراد طائفة معينة بها والكلام هنا ليس من باب الإنتقاد أو التسلية انما إنه من غير المقبول إطلاقاً أن تكون نسبة التوزع الطائفي ٩٠ % للمسلمين و ١٠ % للمسيحيين أو في أحسن الأحوال ٨٠ % للمسلمين و ٢٠ % للمسيحيين.
واللافت بالأمر أن كل هذا الخرق الحاصل لم يستدع أي تدخل أو رفع صوت أو ولو تصريح واحد لأي حزب مسيحي ما عدا التيار الوطني الحر الذي أخذ على عاتقه وحيداً معركة الحفاظ على التوازن في ادارات الدولة من أجل أن تكون الفرصة متاحة للجميع ومن أجل أن تحافظ الدولة على صورتها الجامعة وليس الأحادية فيما كان ملحوظ السكوت الرهيب للكتائب والقوات وبقية الأحزاب المسيحية لا بل بالعكس كانت القوات تقف بوجه التيار في معركته هذه وتحاول قدر الإمكان منعه من تحقيق الهدف الذي كان يقترب منه كثيراً. 
وفي جديد هذه القضية، ملف تفرغ لأساتذة الجامعة اللبنانية لا علاقة له بالتوازن الطائفي لا من قريب ولا من بعيد، فإن الأرقام تتحدث عن نسب متفاوتة جداً في التوزيع الطائفي فعوض أن تكون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين ليحق لجميع حملة الشهادات المطلوبة التفرغ في الجامعة الوطنية ها اننا نجد هذا الأمر حكراً على طائفة واحدة دون غيرها. 
وفي المعلومات، إن ملف التفرغ في الجامعة اللبنانية والذي يكثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة هو ملف معدوم التوازن فالنسبة الكاسحة فيه هي للمسلمين إذ يبلغ عددهم حوالي إلى ٧٠ % في أحسن الأحوال إذا لم نقل أكثر من ذلك فيما نسبة المسيحيين فيه تصل إلى ٣٠ % في أقصى حالات التفاؤل. 
وهنا، يجد بعض الأساتذة أنفسهم عاجزين أمام ما يحدثه وهم يقومون بالضغط على المعنيين دون جدوى بحسب رأيهم منذ سنوات لتصبح المعادلة سهلة امامهم ألا وهي بمطالبتهم بتحقيق توازن حقيقي قد لن يكون ممكناً في الأسماء والموجودة في الملف أو حتى في الجامعة لتتحول الأمور إلى ما عمل عليه الوزير الياس بو صعب سابقاً عبر فتح الفرص أمام أسماء من خارج الجامعة لزيادة عدد المسيحيين ولتطبيق فعلي للميثاق لأن أي كلام خارج هذا المحور سيكون اضاعة للوقت لهم ولأسلافهم، فكيف لجامعة الوطن أن تستمر وهي تتحول رويداً رويداً إلى جامعة فئة معينة من اللبنانيين تفتح الفرص امامهم وتغلقها أمام الآخرين...