Air quality a concern in Beirut following explosion
لبنان و اهله ، بكامل طوائفه ، يدفعا حاليا الثمن الكبير للعبة مصالح الامم الدولية و الإقليمية في المنطقة .. الأرجح حتى الآن أن إسرائيل لا علاقة لها من قريب أو بعيد بانفجار مرفأ بيروت حسب معطيات أمريكية أشارت إلى تأكيدات خطية إسرائيلية من أعلى المراجع عن عدم تورط إسرائيلي بالكارثة اللبنانية .. و الأرجح حتى الآن أن حزب الله لا علاقة له بالنيترات المنفجرة و لا يملك صواريخ منفجرة في انفجار مرفأ بيروت ، فالتحقيق الميداني الذي يضم بالإضافة لعدة ضابط امنيين لبنانيين ، يضم أقله ضباطا فرنسيين باعتراف وزير خارجية فرنسا ناهيك عن عناصر الاستخبارات الدولية و الاقليمية التي دخلت إلى المرفأ تحت ستار فرق الاغاثة المتفرقة .. نقول " الارجح " .. هناك من استغل أولا الوضع اللبناني الداخلي المتفجر اقتصاديا و صحيا و شعبيا و سياسيا .. و هناك من استغل الصراع الكلاسيكي بين إسرائيل و حزب الله و من وراءه بالطبع إيران .. فكانت كارثة المرفأ .. في خضم المساعدات المشكورة الوافدة إلى بيروت ، كسر الانفجار الحصار الدولي و العزلة عن بيروت ، و اصبحت العاصمة اللبنانية تشهد كباشا سياسيا دوليا و اقليميا .. - فرنسا رأت فرصة في إعادة فرض تواجد سياسي عسكري امني على المتوسط مقابل الولايات المتحدة الأمريكية بعدما خسرت تواجدها في سوريا و العراق .. و فرنسا ، و وراءها الاتحاد الاوروبي ، رأت من تواجدها على شواطىء لبنان فرصة لتحجيم و مراقبة الممر التركي العسكري نحو ليبيا و دخولا على صراع ألغاز في المتوسط .. - إسرائيل رأت من الانفجار تضعضعا لبنانيا داخليا تحاول استغلاله في ترسيم الخط الازرق بحريا و تحسين شروط و ظروف عمل الامم المتحدة في الجنوب اللبناني ، مهمة كلفت بها الإدارة الأمريكية ، التي ترى ، بالإضافة إلى مصالح إسرائيل ، مصلحة لها ضمن الصراع بينها و بين إيران كون حزب الله أحد أذرع إيران التي يجب أقله تحجيمها .. - تركيا استغلت تمددها منذ سنوات في الشمال اللبناني ، و رأت من عرض المساعدات للشعب اللبناني استمرارية لتوسيع نطاق نفوذها السياسي نحو بيروت و الأرضية السنية .. - الخليج و معه مصر ، هب باتجاه بيروت حفاظا على دور تاريخي له في العاصمة مهدد بالاجتياح التركي ، فكانت قوافل المساعدات ركيزة لإعادة بناء سد منيع مقابل التمدد التركي الجديد و الإيراني القديم .. - إيران و من ضمن صراعها الإقليمي و الدولي ، رأت فرصة لتواجد سياسي جديد يكون بمثابة دعامة انسانية عابرة للطواءف لكسر الاتهامات عن صورتها العسكرية فقط .. - بالطبع يضاف اليها مصالح و تطلعات مستقبلية للصين و لروسيا كل من زاوية مصالحه و صراعه الدولي .. وحدهم اللبنانيون ، رأوا من دماء ابناءهم و دمار ممتلكاتهم ، فرصة لتصفية حسابات سياسية داخلية ، لا تقدم و لا تؤخر في استنهاض الوطن من كارثته ، إنما تساهم في الصراع الدولي و الإقليمي القاءم على سواحلهم ، حيث التسوية إن حصلت فيما بين الدول المتناتشة بعضها البعض ، ستكون من مصالح و دماء و ممتلكات كافة أبناء الوطن .. مرة جديدة و في ظروف جديدة قاسية : تدفن الوطنية اللبنانية في مزابل الدول ..