Related image
قصة فتاة ، ولدت و ترعرعت و كبرت على صوت خطر قادم ،
خطر دق باب كرامة وطنها منذ زمن ،
كما دق الموت اليوم ما تبقى من جسمها المعذب ..
فتحت باب الموت .. و قبل أن تعبر إليه من غرفة الحياة ،
رمقت تاريخ مجتمعها بنظرة ،
فرأت في البعيد البعيد ، أبناء المجتمع في مشهد نضالي ،
يقارعون الموت و يكسرون حاجز الخوف ،
يغيرون المعادلات بأرواحهم الطاهرة ..
رات نفسها تموت كل ما غاب رفيق ،
و رأت نفسها تعيش كلما ارتقى شهيد ،
فاختلط مفهوم الحياة و الموت عندها ،
كما يختلط شعور الأمان بشعور الخوف ،
كما تختلط المحبة بالكراهية ،
فيصبح كل شيء و كأنه لا شيء ..
هي لحظة اتحاد ما بين الدنيا و الآخرة ،
يظللها حضور الرب الضابط الكل ،
فتدرك وقتها أن الموت جزء من الحياة ،
و هو عبور من حياة إلى حياة ...
تلك الفتاة فتحت باب الموت الليلة ، و قبل أن تعبر ،
رمقت مجتمعها بنظرة ،
فرأت مجتمع مفكك متآكل متصارع ، يتناتش نفسه ،
تغير مشهد اليوم عن المشهد في البعيد البعيد ..
ادركت ان الزمن تحول إلى أزمنة ،
و القضية أصبحت قضايا ،
و أصبح هناك معيار و مقياس للشهادة ..
فخطت من غرفة الحياة باتجاه باب الموت ،
و اقفلت الباب وراءها إلى الابد ..
انتقلت من زمن متغير متلون إلى زمن ثابت بإرادة الله ،
عبرت الحياة الأرضية إلى الحياة الأبدية ..
فولدت من جديد بجوار الرب ..