أمس ، استفاق " الشهيد " ليجد روحه على متن رحلة سياسية بدأت في مكاتب واشنطن ثم عرجت على اروقة باريس ، بعدها عبرت في سماء التطبيع الإسرائيلي مع دول الخليج ، لينهي رحلته في ساحات القتال السياسية اللبنانية ، ليعود و يدفن تحت أقدام ورقة ديفيد شنيكر ..
فلا الصريخ و لا الهدير و لا التهديد و لا الوعيد يخفي مضمون ورقة الأمريكي التي تتلخص ببندين ، كما الخطاب الرنان :
سحب السلاح و الانتخابات النيابية المبكرة ..
و لا التوابل و لا البهارات التي رشت و زينت " الصوت و الكلمة " تخفي غياب الأفق السياسي للحل :
هل هو حل بالتوافق أم بالحرب ؟
و لا يكفي استحضار اوراق اتفاق مار مخايل أو معراب و لا ملفات الكهرباء و احتمالات الفساد و لا انفجار المرفأ و هوله و دخانه بجرحاه و شهداءه و مفقوديه ، ثم دمجها و صهرها و عجنها ببعضها لتلخيصها بكلمة أن السلاح هو المسبب الوحيد و الاوحد لكل هذه الآفات المزمنة منذ اتفاق الطائف ، و بالتالي إعفاء السياسات المالية التي اقرتها مجالس الوزراء و مجالس النواب بوزراءها و نوابها ، من التسعينات حتى أمس من المسؤولية المباشرة ..
و لا يكفي استحضار اسم الرئيس بشير الجميل و ربطه بقيام الثورات اللبنانية ، و آخرها ثورة ١٧ تشرين ، حتى نستطيع تبوء ثورة الجياع و معاناة الفقراء ، و ننصب انفسنا ، من ربوع قصرنا العاجي ، قائدا ملهما على غرار ليش فاليسا ، في حركة سياسية استعراضية تهدف إلى التقاط انفاس الشارع المسيحي المرهقة ، بعدما التقطنا انفاس الشهداء بيومهم الوحيد ، و رميها جميعها في صناديق الاقتراع المبكرة علها تزين طريقنا إلى بعبدا ..
في بداية أسبوع جديد ، نخرج من ويك أند الأحلام ، لنعود إلى الواقع المرير المتمثل بوطن على حافة الزوال مع كل ما يضخ من الاوكسجين الفرنسي ، و نعود و نتسآل من داخل كلمات و أوراق دايفيد شنيكر :
هل الحل بالتوافق أم بالحرب ؟
و هل تتحمل غابات الشهداء قوافل جديدة ؟
ريتشارد مورفي لم يغب ظله بعد .. اتعظوا رحمة بمن قضى