تقرير استراتيجي :

فيما يتعلق بالنزاع الاذربايجاني الارميني فان هدف امريكا النهائي ( عبر اردوغان بالطبع ) فهو تعزيز الحشد الاستراتيجي ضد كلا من ايران و روسيا و الصين ..
بالطبع ثمة مطامع تركية خاصة ، كأن تهتم تركيا بوصل جغرافيتها باذربايجان الغربية الميول من خلال مرحلتين : العودة الى ١٩٩٤ اي استعادة ما خسرته باكو هناك في تلك الفترة من اندلاع النزاع ، ومن ثم استكمال القتال لضم كل الاقليم الارميني الى اذربايجان ...
من المعلوم ان غرفة العمليات التي تقود المستشارين الاتراك في اذربايجان والقوات الاذربايحانية التي تقاتل على تخوم اقليم ناغورنو كاراباخ ومعها نحو ٤ آلاف مرتزق داعشي من عرقيات دول اسيا الوسطى والقوقاز من ادلب ، انما هم مجموعة جنرالات اسرائيليون كبار و معهم ضباط امريكيون ..
والهدف التكتيكي هو محاولة استدراج الروس والايرانيين الى هذا النزاع الاقليمي في محاولة لجس نبض مدى صلابة الجبهة الاورا - آسوية التي تعمل عليها موسكو منذ مدة لمواجهة تمددات حلف الاطلسي هناك ، والتي كانت مناورات القوقاز ٢٠٢٠ قبل يومين واحدة من اهم عمليات التنسيق الاستراتيجية الكبرى بين كل من روسيا والصين وايران و باكستان لهذا الغرض ...
تجدر الاشارة الى ان هذا الحشد المضاد لثلاثي دول المشرق الكبرى شمالا ، هو نفسه يجري في سياق ما سمي بالتطبيع مع بقايا قراصنة الساحل جنوبا ، والمتمثل بالانزال الاسرائيلي في ابوظبي .. اي مشاغلة هذه القوى الثلاثية الصاعدة بصورة كماشة شمالا من بحر قزوين ( اذربايجان ) وجنوبا من بحر خليج فارس ..
تمكن إسرائيل و أمريكا من وضع نقاط عسكرية ثابتة و متحركة طويلة الأمد في كل من أذربيجان على الحدود الارمنية و في أبو ظبي على الخليج الفارسي ، إنما يعرقل خط النقل البري / البحري الاستراتيجي الجديد التي تعتزم روسيا و الصين إقامته مرورا بالهند و إيران و عبر بحر قزوين وصولا إلى روسيا فالمانيا ، و الذي يشكل تهديدا مباشرا بالوقت و الكلفة لقناة السويس و قد يشكل حتى تهديدا لميناء حيفا فيما خص الشحن المنطلق من دول خليجية باتجاه الهند و الصين و منطقة آسيا بكاملها قادما من اوروبا ..
و هذا يدخل في صراع الشحن عبر القارات الذي دفع مرفأ بيروت ثمنا باهظا لهذه الاستراتيجية بعد أن تم نقل العمل إلى مرفأ طرابلس في الشمال اللبناني حيث تحريك الخلايا الإرهابية الناءمة يأتي في سياق السيطرة التركية على منطقة الشمال تنفيذا لاجندة أمريكية للتحكم بالعمق السوري عبر خط طرابلس حمص الذي إن فشل تنفيذه قد لا نستبعد حصول تفجيرا اخرا في مرفأ طرابلس ضمن صراع المرافىء على البحر المتوسط بعد أن احكمت روسيا سيطرتها الكاملة على المرافىء السورية