تروي مصادر مضطلعة أن أمر التنقيب عن النفط والغاز وقوننته كان له بداية مسارا عاديا نيابياً و وزارياً ، حتى حدثت الخطيئة التي ارتكبها الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة عام 2007 عندما تورط و ورط لبنان بمشروع لترسيم الحدود البحرية مع قبرص ..

استغله الإسرائيليون عام 2009 لوضع اليد على جزء من المنطقة الاقتصادية اللبنانية عندما قاموا ببدء مفاوضات الترسيم مع قبرص ، والتي انتهت عام 2011 ،
و هي الخطيئة التي تم تصحيحها لاحقاً عبر خرائط الجيش اللبناني ، ولم يكن قبل ذلك ثمة ما يفتح العين على تداخل لبناني إسرائيلي في ملف النفط والغاز ..
وفي العام 2009 وصلت لبري دعوة للمشاركة في مؤتمر للطاقة في البحرين ، أوفد إليه مستشاره للشؤون النفطية الدكتور ربيع ياغي ، الذي عاد إليه بتقرير سريّ لشركة نوبل انرجي عن الغاز في المتوسط يشير إلى تريليونات الأمتار المكعبة من الغاز ، ما كان كافياً ليدرك بري حجم الثروة اللبنانية المقدرة في هذه المياه ، و سبب دعوته لحضور المؤتمر ،
فحمل التقرير إلى لقاء الحوار الوطني في بعبدا في عهد الرئيس ميشال سليمان ، موزعاً نسخاً منه على المشاركين ، داعياً لاستنفار وطني لحفظ هذه الثروة واستثمارها ،
وهو ما واجهه السنيورة كرئيس للحكومة يومها بالتقليل من أهميته ...
و هكذا بقي بري يحمل هم الملف و مسؤوليته ، مسارعاً لتكليف معاونه السياسي النائب علي حسن خليل توقيع اقتراح قانون لثروات النفط والغاز بالاستناد إلى مجموعة استشارية قانونية و متخصصة ، و الذي أقرّ لاحقاً في مجلس النواب ..
وبادر بري بعدها لمراسلة الأمم المتحدة ، وانتظر زيارة مقررة للأمين العام بان كي مون لمفاتحته بالرغبة بدور الأمم المتحدة لرسم خط أبيض على زرقة البحر يمنع النزاع اللاحق حول خطوط النفط والغاز بين لبنان و إسرائيل، استناداً إلى الخبرات التقنية للأمم المتحدة ، ودورها في رسم الخط الأزرق على الحدود البرية ،
وكانت مفاجأته أن كي مون ومرافقيه لم يحركوا ساكناً معه جواباً على كلامه ، حتى مغادرة الوفد فاقترب كي مون من بري ومال صوبه هامساً : " تحدَّث مع الأميركيين " ..
لتبدأ رحلة السنوات العشر ، التي بقي الأميركي فيها يستهلك الوقت والجلسات من دون قبول الشروط اللبنانية ، لدرجة يمكن القول إن أغلب مواعيد اللقاءات كانت عمليات جس نبض لمدى تراجع لبنان عن شروطه، حتى تم الاتفاق في تموز الماضي و أفرج عنه قبل أيام ، فأعلنه بري بالتزامن مع بيانات أميركية وإسرائيلية وأممية .