أصدر وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب تعميما يدعو فيه المدارس والثانويات الرسمية والخاصة تخصص حصة واحدة إما حضوريا أو عن بعد لشرح القضية الفلسطينية والكلام عن أهمية مقاومة التطبيع. إن هذا التعميم هو الأول من نوعه في تاريخ الجمهورية اللبنانية وهو يطرح فيه للمرة الأولى القضية الفلسطينية كجزء من المنهاج اللبناني، القضية التي سقط من أجلها آلاف الشهداء دفاعا عنها أو بسبب كذبتها، القضية التي دفع لبنان ثمنا باهظا من أجلها وما زال لا بل كانت السبب الرئيسي في دماره وإفقاره وجعله من دول العالم العاشر. عن أي قضية تتكلم يا مجذوب ؟ 

قل لنا برب ربك أي قضية بقيت وأي فلسطين تريد أن يعرف الجيل الجديد عنها ؟ 

فلسطين منظمة التحرير التي باعت أرضا ولجأت إلى بلدان العالم لتخرب هذه البلدان وتشرب من بئرها وترمي فيه الحجار؟

فلسطين ياسر عرفات الذي قام بذبح أهالي الدامور والعيشية وتهجيرهم من ارضهم ؟ فلسطين مخيم الضبية والكرنتينا وتل الزعتر والخطف والقنص على أهالي المناطق التي تحضنهم ؟ 

أي فلسطين ؟ فلسطين كامب دايفيد ؟ أو السلطة الفلسطينية التي تفاوض ليلا نهارا بحثا عن فتات في التسوية الكبرى الحاصلة ؟ 

هل تريد يا مجذوب أن نبقى أسرى لمشاريع وهمية وأن يتعلم اولادنا الوهم الذي نشأت أنت وأسلافك عليه ؟ لا والف لا وسنجعل اولادنا تغادر الصف الذي يتجرأ فيه أي أستاذ على الكلام عن القضية الفلسطينية الساقطة منذ أن دخل أول لاجئ فلسطيني إلى لبنان !