عشية الذكرى ال ١٩ من استشهادك ، لن نطيل الكلام ..

فما " قل و دل " هو خير وصف ،
أكان لشخصك او لتاريخ مسيرة نضالك و حياتك ،
التي ابتدأت يوم إنطلاق الشرارة الاولى في لبنان ،
و التي انتهت بتاريخ انطلاق الشرارة الثانية للوطن ..
و ما بين الشرارة الأولى و الثانية ، يسجل لك
تاريخ من التضحية و الالتزام ، من المناقبية و الرؤية ..
مواقف تلونت بالشجاعة و الرجولة ،
تزينت بالكلمة الصادقة ، بالوعي و الانفتاح ..
بالسعي لبناء دولة عبر القفز فوق مصالح الدويلات ..
بالعمل الدؤوب لدفن افكار الطائفية الحاقدة ،
و زرع بذور العلمانية المتئكة على الديموقراطية و الوطنية ..
فكان " الحزب الوطني العلماني الديموقراطي " ،
نتاج خبرات تراكمت على مساحة وطن بكامله ،
في زمن كان الوطن عبارة عن اوطان متباعدة ..
فترجمت علمانيتك الوجدانية الصادقة ،
في جميع الوزارات التي تعاقبت عليها ،
فطبقت " الوعد " قولا و فعلا ، لا كغيرك نثرا و شعرا ..
إلا أن القدر الغادر تربص بك ،
قدر كان مصنوعا بأيادي أعداء من خارج لبنان ،
معطوفا على أيادي داخلية مسهلة و مصفقة ..
و قد تسأل نفسك من عليائك ، لماذا ؟
هل وفائي لقضيتي و وطني جريمة ؟
أم وعدي لرفاقي و اهلي و مواطني بلادي خيانة ؟
شهادتي في حياتي ، كغيري من الشهداء في حياتهم ،
بالدم و الروح مقدمة على مذبح تراب الوطن ..
فكنت الشهيد الأول في الزمن الذي لاحقا تحول ،
إلى " سوق عكاظ " الاستشهاد ..
زمن اصبح فيه الشهيد عملة اعلامية في بورصة السياسات ..
لا ، انت لست من تلك الطينة من الشهداء ،
لم تكن يوما و لن تكون في المستقبل ..
انت كالشهيد الذي سقط في جرود جبال صنين ،
و تراكمت عليه الثلوج ، فأزهرت روحه في ربيع الرفاق ..
و انت الشهيد الذي سقط في معركة الالتحام الازلية ،
ما بين الحق الضائع و الباطل المتمرد ..
انت هو نفسه ، المقاتل و الوزير و الشهيد ،
الذي كان مقاتلا شريفا في زمن الحرب
و مثالا رائدا في زمن السلم ..
كما أنك ،
لست شهيد البازارات سياسية ،
و لست شهيد المواقف المتغيرة ،
و ليس لك اسهما تهوي زمنا و ترتفع زمنا آخر ..
انت ايلي حبيقة الذي طالما كنت فيه :
ثابتا في حياتك كثباتك في استشهادك ..
و ستبقى في قلوبنا ثابتا في ذكراك ..