بعد الحديث عن الإقفال العام في زمن الأعياد للوقاية من "كورونا"، اعتبر البروفسور غسان سكاف أن "ذلك لن يأتي بنتيجة، ولبنان لم يعد يحمل إقفالات، فالوضع يتطلّب تغييراً جذريّاً بالخطة المعتمدة في لبنان وإعادة جدولة توزيع اللقاحات، وإلّا فنحن أمام كارثة صحية كبرى".


ودعا سكاف، في حديث عبر "ليبانون ديبايت"، لـ"التمثّل بالدول التي تمكنت من احتواء الوباء قبل حتّى تلقيح شعوبها"، معتبراً أنه "إذا استمرّت عملية توزيع اللقاحات بالسرعة السلحفاتية التي تسير بها، فلن نصل إلى مناعة مجتمعية قبل 3 سنوات".
وأشار إلى أنه "بعد أن تمّ إعطاء اللقاح للجسم الطبي ولنسبة كبيرة من المسنين (فوق الـ75 سنة)، حان الوقت لتلقيح الفئة العاملة، من أجل تحريك العجلة الاقتصادية ".

ورأى أن "أعداد الوفيات والإصابات سترتفع، وستعجز المستشفيات عن استقبال المرضى، لأن أقسام "كورونا" والطوارئ والعناية الفائقة ستمتلئ بالمرضى"، معتبراً أن "الخطة التي وضعتها اللجنة الوزارية لمتابعة ملف وباء كورونا قد فشلت ونحن خسرنا المعركة مع الوباء".


وقال سكاف: "كنتُ قد توقعتُ منذ شهرين بلوغ وفيات كورونا الـ15 ألف بحلول تموز وإصابة ثلث الشعب اللبناني بالفيروس، لأننا اليوم أمام معركة بين سرعة التلقيح وسرعة انتشار الوباء، ولكن الظاهر ان الأخير سيربح إن لم نتدارك الأمر كما يجب".

ولفت إلى أنه "لمعالجة هذا الوباء علينا القيام بمسح شامل للمناطق اللبنانية وفحص الجهاز المناعي للمواطنين، وتأمين فحص الـPCR مجاناً، ليكون متاحاً للجميع، ويجب أن نعزل الفئة التي أتت نتيجتها إيجابية، وأن نؤمّن مراكز للحجر".

واعتبر سكاف أن "سبب زيادة أعداد الوفيات هي التحورات للفيروس، من البريطانية إلى البرازيلية والجنوب أفريقية"، لافتاً إلى أن "المتحور البريطاني يشمل اليوم 85% من إصابات كورونا في لبنان، كذلك التأخر للوصول الى المستشفى، وامتلاء أقسام المستشفيات، ومغادرة الجسم الطبي لبنان تدريجيّاً، فنحن أمام وضع كارثي".