سجل هذا الشهر هبوط ٦ طائرات شحن ايرانية في مطار بيروت حسب مصادر غربية .. و حسب نفس المصادر فإن حزب الله قام بتخزين آلاف الليترات من البنزين و المازوت في عدة مناطق من مناطقه ..
ليس جديدا أو مستغربا أن حزب الله يقوم بتحصين بيئته اقتصاديا .. فهو حاليا يساعد شهريا ٥٠ الف عائلة مساعدات غذائية و طبية و وضع مخطط لرفع العدد إلى ١٠٠ الف عائلة خلال شهر رمضان .. كما أنشأ تعاونيات بأسعار متهاودة تبيع اساسيات الحياة اليومية ..
و طبيعي أن ما يفكر به حزب الله هو المرحلة القادمة و ليس المرحلة الحالية فقط ، التي يتوقع الجميع ، و بغياب حكومة جديدة ، إنها ستكون مرحلة انهيار الدولة اللبنانية على كامل الاصعدة المالية و الحياتية و الاستشفائية ..
في ظل الانهيار و الفوضى التي ستتبعها ، بانتظار الإفراج عن الحل الإقليمي الذي يقع لبنان في أسفل أولوياته ، ستكون بيئة حزب الله الشعبية محصنة أمنيا و اقتصاديا ، بعكس البيئات الأخرى على مساحة الوطن ..
و عليه ، ماذا يمنع ٤ قيادات سياسية مسيحية و على رأسهم البطريركية المارونية ، أن يحذو حذو البيئات المحصنة ، اقله اقتصاديا ، إذا اعتبرنا ان الجيش اللبناني هو الضامن أمنيا ؟؟
٤ تيارات و أحزاب سياسية و على رأسهم البطريركية المارونية ، و من وراءهم جالية مليونية منتشرة عالميا ، لم يقدموا حتى الآن على محاولة إنشاء صندوق مقاوم أو تعاونية استهلاكية أو مركز طبي عام ..
إنما يجدون الوقت و الفراغ الكامل للتنافس على مقعد رئاسي قد تفقده الطائفة في التسوية المستقبلية ، أو يتلهون بطلب انتخابات نيابية مبكرة للحصول على مقاعد قد يخسروا جزءا منها في المستقبل ، ناهيك عن التراشق و الاتهام الإعلامي اليومي الذي لن يقدم أو يؤخر فيما هو قادم ..
في ظل المتغيرات السياسية التي تحصل في المنطقة كلها ، لا شك أن معادلة سايكس بيكو لفظت انفاسها اقليميا كما لفظ الطائف أنفاسه في لبنان ،
فكيف تريدون يا ايتها القيادات المسيحية العبور من معادلة قديمة إلى معادلة جديدة إقليمية و داخلية و بيئتكم تئن وجعا و جوعا و فقرا و قهرا ؟؟
الم تعلمكم تجارب الماضي القريب ؟
إذا كان لبنان " وقف للرب " كما تتغنون و تدعون ، فما هذا الوقف الممتلىء بغضا و كراهية و حقدا و غيرة و أنانية و سوء إدارة ؟
و هل هذا هو الوقف الذي تمناه و أراده الرب ؟