في ٢٠١٤ كانت أول انتخابات رئاسية سورية تجري خارج سوريا و سوريين لبنان شاركوا لأول مرة بنفس الطريقة و المواكب و الاعلام التي شاركوا بها اليوم .. لربما كانت حشودهم يومها اكبر ..

في ٢٠١٤ كانت جميع الدول العربية و الخليجية تقاطع سوريا سياسيا ، جميع الدول الأوروبية و الغربية أيضا .. الإمارات و فرنسا و غيرهم لم يسمحوا بتصويت داخل سفارات سوريا لديهم ، بعكس اليوم ..
كانت روسيا لم تدخل الحرب بعد إلى جانب الاسد و بالتالي كان النظام في خطر السقوط و الزوال لأن داعش و اخواتها كانوا قد سيطروا على ٧٥ % من الأرض السورية ..
يومها راقب اللبنانيون المشهد الانتخابي السوري من بيوتهم ..
اليوم تغيرت ظروف الأمس .. غالبية الدول العربية فتحت علاقات جانبية مع النظام ، منها علنية و منها لم تعلن ، و الطائرات الإماراتية و العمانية في مطار دمشق و الوفد السعودي الأخير هم خير دليل .. وفود أوروبية تزور دمشق ، منها معلن منها غير معلن ، تتعلق بترتيب العلاقات الأوروبية السورية مع دمشق مستقبلا .. حتى وفود من الولايات المتحدة الأمريكية جست نبض القيادة السورية في مواضيع إقليمية أخرى ..
داعش انتهت و بعض أخواتها على آخر رمق يتجهزوا لعملية بيع و شراء ستطالهم قريبا ..
امام هذا المشهد الجديد نسبيا و المتوقع أن يتطور أكثر ما بعد نتائج الانتخابات الرئاسية السورية ،
ما مصلحة فريق لبناني أن يعمد علنا إلى القيام بأعمال مخلة بقيم يعتبرها مسؤوليه من دعائم رؤيتهم للبنان الجديد ؟
هل تصرف اليوم هو تصرف من يدعو إلى الحياد ؟
هل أن تكون محايدا يجيز لك أن تقمع " جماعة بشار " فقط و لا تقمع " جماعة غير بشار " ؟
هل تريد " بحيادك " إخراج من تريد من النازحين من وطنك و تبقي من يناسبك منهم ؟
هل دعمك لفلسطينيي الضفة و اتهام فلسطينيي غزة بالارهاب يجعلك فريقا محايدا ؟
ثم أين شركائك في خطك السياسي الاستراتيجي لم يحركوا ساكنا على الأرض أمام مشهد زحف الناخب السوري ،
لا قولا و لا فعلا ؟
الظاهر حتى الان انك لست محايدا
لكن الظاهر اكثر انك اصبحت وحيدا ..
وحيدا تتخبط على ابواب تسوية كبيرة تجري في المنطقة دون أن تعلم ماذا يخاط من هنا و هناك .. كالعادة ..
وحيدا ستكون حيث لن ينفع الندم .