أكد وزير الدفاع التركي ، خلوصي أكار ، جاهزية بلاده لإقامة منطقة آمنة في شمالي سوريا ، و ذلك في مكالمة أجراها مع نظيره الأميركي لويد جيمس أوستن ، الذي وعد بإرسال وفد أميركي إلى أنقرة لبحث الأمر ...

و هذا تطور جديد في الموقف الأميركي الذي رفض منذ 2013 مناقشة هذا الملف مع الجانب التركي ، مخافة من الاستحقاقات التي ستترتب على أميركا في حال انخراطها بهذا الفعل ، و هي في الغالب ترتيبات لوجستية و أمنية ، تراها الإدارة الأميركية مكلفة من وجهة رؤيتها للوضع في الشرق الأوسط في هذا التوقيت ..
هل ستنساق الولايات المتحدة الأمريكية وراء تركيا في هذا المطلب القديم الجديد ؟؟
لا شك أن السياسات التركية في المنطقة عامة تدفع العلاقة الروسية التركية إلى حافة الانفجار .. فبالرغم من اعتراف و غض نظر لموسكو بدور اقليمي لانقرة ، إلا أن الجشع التركي لا ينتهي و أصبح تمدده يلامس الخطوط الحمراء للامن القومي الروسي ..
قضايا عدة تجاوزت فيها تركيا حجمها كدولة متوسطة القوة و الحضور تصرفت معها موسكو بدراية و بتدوير الزوايا منعا للوصول إلى طريق مقفلة ..
- الصراع الارميني الأذربيجاني اسسه الأتراك و دعموه و مولوه عسكريا فتركته موسكو يتمدد لحسابات تتعلق بولاء باشينيان الدولي ثم ما لبثت أن تدخلت و رسمت خطوطا للمواجهة و فرضت لنفسها حضورا عسكريا في المثلث النفطي الذهبي هناك ، لكن الجمر التركي لم ينطفىء حتى الآن ..
- في الصراع الروسي الأوكراني افصحت تركيا عن موقعا داعما للحقوق الأوكرانية و اهمها المتمثلة بحق اوكرانيا في استعادة جزيرة القرم و هو ما تعتبره روسيا خطا أحمرا ممنوع مناقشته ، كما سلحت و دربت القوات الأوكرانية و فتحت للرئيس الأوكراني خطوطا مباشرة مع قطر و دعمت انضمام اوكرانيا لحلف الناتو العسكري و هو أيضا ما تعتبره موسكو خطا احمرا يصيب أمنها القومي ..
- في الصراع الدائر في أفغانستان ، أيضا يتطلع الاتراك للعب دور إقليمي محوري يتمثل بالسيطرة على كابول و مطارها و هي نقطة استراتيجية عسكرية أمنية اقتصادية ستؤثر على المصالح الروسية في المحيط ..
- في الصراع الليبي ، دخل إردوغان من الباب العسكري العريض هناك ، مدعوما من قطر ، و هو ما يعتبر امتداد غير طبيعي لدولة غير عظمى كتركيا و ذلك بحجة اقتطاع حصة من الكعكة الليبية السياسية و تثبيت نقطة ارتكاز في القارة الافريقية علما ان العلاقات الروسية مع القذافي في ليبيا تعود لعشرات السنوات إلى الوراء و انتجت شبكة مصالح روسية تهدد قسم منها مؤخرا ..
- وضع حجر الأساس التركي لقناة اسطنبول " المستقلة " و الموازية لمضيق البوسفور المحكوم باتفاقيات مرور دولية بعد حروب دامية تاريخية .. و عليه فإن تركيا بذلك تفتح أبواب البحر الأسود ، و التي كانت مقفلة و مقيدة سابقا ، أمام من تريد و تراه يؤمن مصالحها و افكارها التوسعية ضاربة بعرض الحائط " الأمن القومي الروسي هناك " ..
- و اخيرا و ليس آخرا السعي التركي لاقتطاع جزء من الأراضي السورية و ضمها تحت عنوان " المنطقة الآمنة " التي تسعى لاقامتها و تثبيت المجمعات الإرهابية هناك بعد تلميع صورتها و تقديمها إلى العالم كمجموعات سورية ثورية تسعى إلى الديموقراطية على النمط التركي المعروف ..
و جدير بالذكر أن شمال لبنان أصبح مؤخرا ملاذا للاعمال التركية الأمنية تحت غطاء جمعيات خيرية هدفها تثبيت حضور تركي سياسي مستقبلي يدخل في النسيج الاجتماعي اللبناني و ما توزيع أكثر من ٥٠٠٠ جنسية تركية إلا خير دليل على ذلك ..
بالطبع صورة الانتشار التركي بعدة اتجاهات موضوعة على طاولة التشريح الروسية و لا بد من لجم الأفكار الاردوغانية عبر توجيه صفعة في أكثر مكان حساس لتركيا و هو بدون شك " الحدود السورية التركية " ..
حسب المعلومات المسربة فإن معركة ادلب تقترب و أن الجيش الروسي اقام مدرجا جديدا في قاعدة حميميم لانواع جديدة من الطائرات العسكرية التي ستنطلق منه ، بالإضافة إلى توسيع مرافىء الشمال السوري حيث القواعد البحرية الروسية ، كما جرى تسليح و تدريب الجيش السوري باحدث أنواع الأسلحة مؤخرا ..
تبقى ساعة الصفر .. و هي تنتظر التطورات في الملف النووي الإيراني