في نظرة افقية للمشهد اللبناني خلال سنة إلى الوراء و حتى الآن ،

اصبح واضحا ان المشكلة السياسية التي يعاني منها الوطن تتنقل على إيقاع المشكلات الإقليمية المحيطة و حتى المشكلات الدولية ،
و بالتالي تفكفك العقد خارجيا تدفع لبنان إلى خارطة سياسية جديدة ..
و بدا واضحا أن خارجيا من أراد حرق اسم سعد الحريري في لبنان قد حقق أهدافه و اصبح الرجل خارج المعادلة القادمة ..
تكليف ميقاتي بواسطة خريطة توافق نيابية سنية شيعية و بالسرعة التي تمت بها الأمور، يعكس توافقا سنيا شيعيا اقليميا بدأت تظهر نتائجه بالتقارب السعودي الايراني القادم ..
اما استطاعة ميقاتي تأليف حكومة فهو مرهون بتطور المفاوضات الإقليمية و الدولية التي يفترض أن يحمل شهر اب القادم اكثر من استحقاق بخصوصها ..
و إن جرت الرياح الاقليمية كما تشتهي السفينة اللبنانية ، قد نشهد تأليف حكومة تكون مهمتها مرحلية و انتقالية لتقطيع استحقاقات داخلية قادمة و اهمها الانتخابات النيابية القادمة و بث اكسير الحياة في شرايين و قلب الاقتصاد اللبناني النازف بجرعات محدودة تمكنه من الوصول إلى سالما إلى المرحلة النهائية التي ستواكب الحلول الإقليمية القادمة على أكثر من محور ..
فالحكومة الجديدة إذا شكلت لن تكون حكومة إنقاذ بقدر ما ستكون حكومة الاوكسجين المطلوب كي لا يصل لبنان جثة متعفنة على ابواب الحل القادم ..
و هذا يعكس تحديدا ما قاله ميقاتي نفسه عن حصوله على ضمانات دولية للتكليف و ربما للتأليف ، و هو يدري ، قبل الخارج ، انه ليس الرجل المنشود في تحقيق و رسم " صورة للبنان جديدة تتضمن القضاء على الفساد و محاسبة المرتكبين و تجهيز النظام اللبناني لمواكبة الحلول الخارجية القادمة " ..
في ظل كل المشهد اعلاه ، يسجل استقالة لدور الاحزاب المسيحية الكبرى كافة عن المرحلة القادمة و خاصة الاحزاب و التيارات التي شاركت في الحياة السياسية بعد خروج الجيش السوري من لبنان ...
منهم من استقال من المجلس النيابي و منهم من لا يريد المشاركة حاليا و قد يتجه بعضهم ربما للاستقالة من مجلس النواب ..
هل هي خطوات سياسية في محلها ؟
من سيفاوض عن حقوق و مصالح المسيحيين داخليا و .. خارجيا ربما ؟