الولايات المتحدة الأمريكية بعد إنسحاب أفغانستان، ماذا بعد ؟ وهل من انسحابات أخرى في الشرق الأوسط ؟


ثلاثة عناوين و أحداث تتصدر المشهد الأمريكي الجديد عالميا :
- الانسحاب من افغانستان
- التحضيرات لانسحابات من عدة مواقع في الشرق الأوسط
- الحلف البريطاني الأمريكي الأسترالي
العناوين الثلاث تلك اعطاها الأمريكي عنوانا واحدا بالايحاء انها " عمليات استراتيجية للتفرغ لمواجهة الصين " ..
لكن هناك عدة اسئلة تطرح في مواجهة هذا المشهد الجديد :
هل مواجهة الصين تتطلب حقيقة انسحابا عسكريا من دولة على تخوم الحدود الشرقية الغربية للصين ؟
و هل مواجهة الصين تتم عبر انسحابات من الشرق الأوسط حيث مواطن الاقتصاد و الطاقة العالمية ؟
و هل الحلف الثلاثي الأمريكي البريطاني الاسترالي هو حلف هجومي او حلف دفاعي عن " ما يسمى الأمن القومي الانغلوساكسوني " ؟؟
استراتيجيا ، ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية ليس خطة هجومية لمواجهة الصين ، بقدر ما هي " رسم اسوار دفاعية " عن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ، عبر تغيير استراتيجية الانتشار الخارجي في العالم و تقليصها و استبدالها باستراتيجية أخرى عنوانها " أمريكا اولا " تقوم على عصر النفقات العسكرية الخارجية التوسعية لصالح نفقات تكنولوجية تستطيع مواكبة التقدم الصيني السريع ..
نعم ، الولايات المتحدة الأمريكية بمشهد دفاعي !
إزاء هذا المشهد القادم ، يطرح سؤال جدي عن مدى صلاحية حلف الناتو بعد اليوم و ما هو السبب الذي يجمع دولا أوروبية مع الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا ضمن إطار عسكري يستنزف الأموال و الطاقات ؟
و لماذا لا يستبدل حلف الناتو بأكمله بما طرحته فرنسا و المانيا سابقا اي " الجيش الأوروبي الموحد " خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ؟؟
ربما قضية الغواصات الفرنسية قد تكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير و سنشهد ولادة أوروبية عسكرية مستقلة ..
اولى الدول المتضررة من الانسحاب الامريكي من المنطقة و من الخلاف الأوروبي الأمريكي و احتمال انفراط عقد الناتو هي تركيا ..
تركيا ذات الملايين المسلمة و الممنوع عليها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ستجد نفسها في منتصف طريق بين كتلة غربية تتفكك لمصالح خاصة بها ، و كتلة شرقية تتجمع من روسيا باتجاه الصين ، فأين ستتموضع عسكريا إن بدا الناتو برمي الحمولات الزائدة عنه ؟
عنوان واحد لتركيا لكن ستكون كلفته باهظة :
منظمة شنغهاي .. إلى اللقاء هناك ..