مقتل قائد داعش في المنطقة الخاضعة لتركيا ليس حدثا منفصلا عن جملة ترتيبات بدأت مؤخرا بين المخابرات التركية و المخابرات الأمريكية عنوانها تطوير مفهوم جبهة النصرة بقيادة ابو محمد الجولاني و تقديمها اعلاميا على أنها تصلح لتكون شريكا سياسيا في الشمال السوري و خاصة إدلب ..

و أهم أدلة عن هذا الترتيب المخابراتي هو تظهير الجولاني بمظهر القائد السياسي حيث ظهر اكثر من مرة مؤخرا في إدلب و هو يرتدي بذلة رسمية مع ربطة عنق ، و قد شذب ذقنه لتتلائم مع مظهر حضاري ، و قد خطب في سكان إدلب عن تقديمات خدماتية و اقتصادية للمنطقة ،
دليل ثاني على تطوير صورة المقاتل الإرهابي و تحويله إلى ملهم لمشروع سياسي ، هو فتح الهواء على المحطات الأمريكية لاستقباله و مناقشته في قضايا سياسية ...
ترافقت هذه الخطوات مؤخرا مع ضغط أمريكي على قوات سوريا الديمقراطية ( قسد SDF ) ، مارسته القوات التركية عبر قصف مواقع الجماعة الكردية في سوريا وصولا إلى شمال العراق وسط سكوت أمريكي ، نتج عنه توقيع اتفاق بين جبهة النصرة ( الجولاني ) و قوات سوريا الديمقراطية كي تقوم تلك الأخيرة ببيع جبهة النصرة الفيول اللازم شهريا مما يدعم صمود إدلب ،
كما ترافقت الخطوة بجملة تصفيات حصلت ضد قيادات داعش و قيادات حراس الدين ، و كان آخرها الغارة الأمريكية على قائد داعش ، مما يفتح الطريق لجبهة النصرة ان تكون الطرف الوحيد المسيطر على إدلب و جوارها ..
ما سنراه في المستقبل هو تقديم جبهة النصرة كطرف سياسي شريك على طاولة الحلول تستفيد منه تركيا و أمريكا ..
مقابلة الجولاني مع الصحافي الأمريكي مارتن سميث
👇
شبكة front line الأمريكية