غالبية المحللين و وسائل الإعلام العالمية لم يتسنى لهم الوقت ، او لم يريدوا بالأصل ، الإنصات لما قاله بوتين ،

بل اكتفوا بما شيعه قادة الدول الاوروبية و على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ان بوتين سيجتاح اوكرانيا
و ربما ما بعد بعد اوكرانيا ..
و على هذا الأساس ، عندما قطعت القوات الروسية الحدود الاوكرانية بدأ عد الثواني و الساعات و الايام لمعرفة متى ستسقط كييف بدرجة أولى و غيرها من المدن بدرجة ثانية و ثالثة ..
و كأن الجيش الروسي بسباق مع الوقت او كأن أجندة الاجتياح التي رسمت في الكرملين تتضمن ايا من تلك الأمور التي تدعي الحكومات العالمية معرفتها بها ..
فإن تأخر الجيش الروسي هنا ام هناك ، برزت اطنان من الحجج الواهية مثل مقاومة شرسة او انقطاع الآليات من الفيول و غيرها من الترهات التي يفرح بها صغار العقول ..
احد منهم لم يقل أن التأخير لتجنب وقوع الضحايا المدنيين الذين أخذوا كسواتر ترابية من قبل قطاعي الطرق الاوكران و ما اعداد وقف إطلاق النار التي اعلنتها روسيا و اعداد الممرات الإنسانية التي فتحتها الا خير دليل ان تاريخيا الشعبين الاوكراني و الروسي كانا بمثابة شعب واحد ،
و ان الهدف ليس التدمير للتدمير بقدر ما هو إخراج
الثقافة الغربية التي زورت عادات و تقاليد الاوكرانيين لا بل حتى كنيستهم الارثودوكسية ..
بوتين حدد ثوابت و أهداف عسكرية لدخوله اوكرانيا :
حماية لوغانسك و دوناتسك و هذا تم ..
تثبيت جزيرة القرم و وصلها باليابسة و هذا تم ..
تجريد اوكرانيا من السلاح الثقيل و هذا غالبيته قد تم ..
وضع اليد على المنشآت النووية و هذا يتم تدريجيا ..
اسقاط حكومة كييف تمهيدا لإعلان حياد الدولة ، و هذا ايضا يتم تدريجيا ..
و عليه ،
دون أن تسقط كييف عسكريا سقطت اوكرانيا سياسيا ،
و قبل أن تبدأ المسيرة العسكرية الروسية نحو كييف ، و قبل صياح الديك ، نكر الغرب الرئيس الاوكراني زيلينسكي عندما سمع هدير المحركات النووية الروسية تصدح ..
لقد اعتاد العالم على الاجتياحات الأمريكية و الاوروبية ، و هي اجتياحات تبغي الدمار للدمار و تبغي انحلال الدولة و الجيش و لا تسأل عن مواطن كبيرا كان ام صغيرا ،
و ما زالت اجتياحات افغانستان و العراق و ليبيا ماثلة للاذهان ، و ما زالت نتائجها السياسية مدمرة كنتائجها العسكرية ..
و هذا ما يحاول الغرب ان يحققه في اوكرانيا :
إطالة أمد الحرب عبر إرسال السلاح و المرتزقة ، لا لتغيير النتيجة السياسية و العسكرية ، بل فقط بغية تدمير اي شيء يمكن اصلاحه لاحقا أكان سياسيا ام اجتماعيا ،
فخسارة الحرب في اوكرانيا أدرك الغرب نتيجتها لحظة دخول القوات الروسية إلى أول شبر من الأراضي الاوكرانية ..
الطابة الآن في ملعب اوكرانيا و رئيسها زيلينسكي ،
او يستدرك ما يمكن اصلاحه او ينحر نفسه بسكين الغرب ..
في كل الأحوال ، ماذا ينفع زيلينسكي الغرب بعد الآن ؟؟؟