بالصدفة شفت عل الم ت ف سيدة عم تحكي عن اللغة السريانية وتأثيرها على أسماء المدن والقرى في لبنان مع السيد ايلي احوش.

قالت السيدة انو اسم العاصمة بيروت مشتق من السريانية وهو يعني الصنوبر. وذلك لأن بيروت كانت في التاريخ القديم مكسوة بغابات الصنوبر
الحقيقة هي انو بيروت كانت قديما محاطة بمناطق رملية من الجهة الجنوبية ( خلدة، الجناح، صحراء الشويفات، الخ ). لاحقا في الحقبة الرومانية، أصدر القيصر الروماني اغسطس امراً بزراعة وتحريج المناطق المحيطة ببيروت بأشجار الصنوبر لحمايتها من الرمال التي كانت تحملها الرياح في فترات مختلفة من السنة
في التاريخ الحديث، قام الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير بتجديد وتطوير واضافة مساحات جديدة على احراج الصنوبر الجميلة والتي كانت محيطة ببيروت، بمساعدة مهندسين زراعيين استقدمهم من أوروبا
اما في التاريخ القديم قبل الميلاد فلم يكن هناك أي وجود لأحراش صنوبر محيطة ببيروت
اما بالنسبة للتسمية، فإن التسمية مشتقة من اسم بيروت القديم الذي هو بيريت. ومنها اشتق الرومان كلمة بيريتوس
كلمة بيريت بالفرعونية كانت تعني الحديد. لم يكن الفراعنة يعرفون شيئا عن ذلك المعدن الجديد عليهم فأطلقوا عليه اسم المرفأ الذي كانوا يستوردونه منه، فالمصريين القدماء كانوا يستوردون الحديد من الساحل الفينيقي، وتحديدا من مرفأ بيروت. فقد كان الكنعانيون (اي الفينيقيين حسب ما كان يلقببهم اليونانيون القدماء) يستخرجون الحديد من مناجم الفرزل وينقلونه الى الساحل و ينقلون بعضه الى مصر عبر مرفأ بيريت القديم حيث كان يقع قرب السور الكنعاني التاريخي الذي تم اكتشافه أثناء حفريات سوليدير في التسعينات، ومن ثم تم رميه مع أكوام الردم في البحر من دون المحافظة عليه
كلمة بيريت بالكنعانية الفينيقية صفة للحديد النقي المصقول
كلمة فرزل بالكنعانية الفينيقية تعني الحديد المستخرج الخام
المؤسف أن الفراغ والنقص الفاضح في المعلومات التاريخية العلمية أدى تدريجيا الى ملء هذا الفراغ بالنظريات الخاطئة مما أدى للأسف الى ضياع الهوية الوطنية.
المراجع
الدكتور فؤاد افرام البستاتي
جامعة لندن
المعهد الألماني للدراسات والأبحاث الاركيولوجية
البروفيسور موريس دونان
أرشيف متحف القاهرة - مراسلات الفراعنة
كتاب هوية من تاريخ

فادي كيروز