كلمة سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية خلال قداس شهداء المقاومة اللبنانية

أبرز ما جاء في كلمة سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية خلال قداس شهداء المقاومة اللبنانية: 

أرحّب بوفد حزب "الكتائب" الذين هم رفاق في النضال وإن اختلفت الطرق كما أرحّب بريفي وكتلة التجدّد وافرام والنائب غسان سكاف

تسلّموا إلى جانب أكثرية منذ العام 2016 رئاسة الجمهورية كما بمجلس الوزراء وكانت النتيجة خرابا كاملا وشاملا على اللبنانيين لم يروا مثله في تاريخهم حتى في أيام الحروب العالمية

أكاذيب وغشّ وخداع وتغطية للسماوات بالقبوات وإذا حاولنا كشف حقيقتهم يُقال لنا "هلكتونا كل الوقت عونيي وقوات وقوات وعونيي" وفي حال لم نفعل فعندها "عم نترك الفاجر ياكل مال التاجر"

بعد أسابيع "رح يطلعوا من القصر ورح يطلعوا من التاريخ كمان" فالعهود "بتروح وبتجي ووحدو العهد لإلكن يا رفاقي الشهداء باقي، لا بيروح ولا بيجي"

سنواجه أي مشروع يريد جر لبنان إلى مكان لا يشبهه ولا علاقة له لا بماضيه ولا بتاريخه ولن نرضى بطمس تاريخ لبنان من قبل أحد وتحويره ليتناسب وإيديولوجيته

أيها اللبنانيون نحن أمام استحقاق رئاسي مصيري وحاسم بين البقاء في الأزمة أو بداية خروجنا منها أي إما البقاء في النفق والموت في جهنّم تحت الأرض أو الخروج منّه نحو الضوء والنور والحياة۔

من هذا المنطلق، لن نقبل بست سنوات شبيهة بالتي مرّت ولن نرضى برئيس منهم بل نريد رئيساً قادراً على تغيير كل ما عشناه في هذا العهد وكسر المعادلة التي أرسيت بسبب حكمهم۔

"بدنا رئيس بيعمل عكسن" فيكون ممثلاً فعلياً للشرعية وغير خاضع لميلشيا غير شرعية خاضعة لدولة خارجية۔

"بدنا رئيس" يدافع عن سيادتنا ويستعيد لنا كرامتنا ويعيد القرار الاستراتيجي للدولة بدل ان يساعد في إبقائه خارجها۔

"بدنا رئيس" يكون إصلاحياً لا متفرّجاً على الفساد و"ياخود لحسة او لحسات منو" ويحارب بكل قوته من أجل إصلاح مؤسساتنا واقتصادنا لا تعطيلها۔

بدنا رئيس قادر يقول" لأ" مهما كانت صعبة من دون خوف على مكتسباته أو رأسه أو رأس وريثه وولي عهده۔

نريد رئيساً قوياً ولو أن البعض يعتبر أن نظرية "الرئيس القوي" قد سقطت فالرئيس الحالي ليس رئيساً قوياً بل أضعف رئيس في تاريخ لبنان باعتبار أنه خاضع وقد ضحّى بشعبه ووطنه خدمة لمصالحه الشخصية۔

نريد رئيس مواجهة ليس في وجه اللبنانيين بل في وجه كل من نغّص حياتهم ولو ان البعض يعترض بأعلى صوته ويطالب بـ"رئيس تسوية" يجمع الكل حوله ۔

على الرغم من أن وضعنا اليوم نتيجة هكذا منطق ونتيجة حكومات الوحدة الوطنية المزيّفة ورؤسائها والتي أدت بدورها الى حالة وحدة وطنية مزيّفة قوامها الفقر والتعتير والشحادة والعوز۔

في حالة وحدة وطنية تفكك مؤسسات الدولة في كل المناطق وعند كل الناس بالمستوى ذاته كما اننا في حالة وحدة وطنية بالهجرة من لبنان فجميع أبنائنا يهاجرون وطنهم وليس فقط مجموعة معيّنة۔

كذلك نحن في حالة وحدة وطنية "بس بكل شي سلبي وسيّء ومدمّر" وبالتالي منطق استعمال الوحدة الوطنية في غير إطارها الصحيح هو ما أوصلنا الى هذا الوضع الذي يحتاج "قلب المعادلة" للخروج منه۔

أكثر مرة تجلّت فيها الوحدة الوطنية الحقيقية كانت عندما تحدى اللبنانيون السلطة ونزلوا الى الساحات والشوارع من طرابلس والعبدة الى صور والنبطية وزحلة وبعلبك وصولاً الى جونيه وبيروت ۔

نريد رئيساً يتحدى الواقع المزري الذي نعيشه لا رئيساً وسطياً بين مشروع الخراب والدمار من جهة ومشروع الإنقاذ المطلوب من جهة أخرى

"بدنا رئيس يتحدّى" كل المفاهيم المتبّعة حالياً في الدولة "بدنا رئيس يتحدّى" الفساد والفاسدين بشكل علني وواضح وحاسم ويحارب كل من يعرقل مسيرة الدولة في لبنان و"كل مين بيسترجي يمدّ إيدو عا لبناني تاني"۔

بعد كل ما مررنا به إذا لم نرغب بشكل مباشر وعلني وواضح أن نتحدّى الفساد لإزالته من الدولة وان نواجه كل من يحاول أن "يستوطي حيط الدولة" ويصادر صلاحياتها وكل من يساهم في استمرارنا في جهنّم۔

وإذا لم ننتفض ونتحدَّ واقعنا للخروج منه عندها سنكون لا سمح الله شعباً غير جدير بالحياة الأمر الذي لا ينطبق علينا وعلى من نمثّل۔

من هذا المنطلق وبأعلى صوت ننادي أننا نريد رئيساً يتحدّى كل من أوصلنا الى هنا وكفّ يده عن مصالح الناس للبدء بمسيرة الإنقاذ وهي الخلاص الوحيد للبنان بعدما وصلنا الى مرحلة الغرق أي "صار بدا رئيس إنقاذ"۔

عملية الإنقاذ لن تتحقق إلا برئيس مواجهة إنقاذي وهنا تقع المسؤولية كاملة على المجلس النيابي الذي سينتخب رئيساً جديداً للجمهورية۔

علماً انه حان وقت تحديد المسؤوليات بشكل دقيق وواضح بعيداً من العموميات والتعميم وتجهيل الفاعل كما دائماً والتهرّب من المسؤولية۔

وقد وصلنا جميعاً بأصواتهم وينتظرون منّا نتيجة عملية تبدّل واقعهم المؤلم والمذل وليس الاكتفاء باختيارهم لنا وإعلامهم بما يرغبون بسماعه مجدداً من دون ان نغيّر ولو شعرة من واقعهم الأليم، فـ"الناس شبعت حكي، بدّها أفعال"

بينما الفئة الثانية من النواب على مختلف انتماءاتها الحزبية أو الفكرية فهي التي ليست من ضمن محور الممانعة وهذه بحد ذاتها نقطة انطلاق جيدة وما يجمعها أن لديها التشخيص نفسه للأزمة الحالية والنية لإيجاد الطرق المناسبة لإخراج الشعب اللبناني منها۔

للكتل النيابية المعارضة؛ اللقاء الديمقراطي والكتائب والتغييريون ونواب الشمال والاعتدال الوطني والتجدُّد ونواب صيدا ووطن الإنسان والمستقلون فرداً فرداً: مسؤولية إيصال الرئيس مسؤوليتنا وبالتأكيد "مش حيالله رئيس" رئيس إنقاذي ماذا وإلاّ نخون الأمانة۔

نحن كتكتل الجمهورية القوية (قوات لبنانية ووطنيين أحرار ومستقلون) نعدّ أكبر كتلة في المجلس النيابي ونتمتع بالتمثيل المسيحي الأكبر وعلى الرغم من ذلك اعلنّا منذ اللحظة الأولى أننا غير متمسكين بأي شي۔

ولكن في حال لم نسلك هذا الطريق فعندها "منكون خنّا الأمانة الشعبية" وانا اعني ما أقول وبالتالي عرقلنا مهام نيابتنا بأيادينا للسنوات الأربع المقبلة وساهمنا في الكارثة المستمرة في البلد۔

بدلاً من الاستمرار في لعن ظلام المنظومة الحاكمة ومحور الممانعة من الأجدى إضاءة شمعة صغيرة، فكيف بالحري إذا كان هناك من إمكانية لإضاءة شمعة كبيرة تتمثّل بانتخاب رئيس إنقاذي يبدد ظلمة الحقبة السابقة ويعلن انبلاج فجر جديد

مهما مرّ الزمن لن ننسى ولو بعد 5 و10 و20 سنة لأننا حزب آلاف الشهداء، لن ننسى الـ220 شهيداً وأهلهم من بينهم شهداء فوج إطفاء بيروت۔

وعلى الرغم من هذه الصورة المأساوية القاتلة القاتمة إن البعض يتمتّع بما يكفي من قلّة الإحساس والشعور والضمير والكثير من الفجور تجعله يسخّف الجريمة منذ اللحظة الأولى ويعتبرها مجرّد حادثة كي يتدخل بشتى الوسائل المعقولة وغير المعقولة من اجل عرقلة التحقيق بحجة الاستنسابية ۔

مهما سعى هذا البعض واجتهد وتعب لعرقلة التحقيق وتأخير كشف الحقيقة لبعض الوقت إلا انه لن يستطيع في نهاية المطاف طمسها او تعطيلها الى ما لا نهاية لأنها أكبر من ذلك بكثير ۔

القوات اللبنانية تقدّمت بعريضة الى مجلس حقوق الإنسان العالمي التابع للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية بانفجار المرفأ نظراً للضغوط الهائلة التي يتعرّض لها القضاة المولجين بالتحقيق وقسم كبير من الجسم القضائي۔

لعيون الأشرفية والرميل والمدوّر والصيفي والكرنتينا والمرفأ وبرج حمود والجديدة وكل أحياء وبلدات شهداء وضحايا المرفأ ومن اجل عيون بيروت وكل لبنان لن ننسى مهما طال الزمن۔