أيلي حبيقة

  أحيت عائلة الوزير والنائب السابق إيلي حبيقة الذكرى الـ 21 على استشهاده ورفاقه  فارس سويدان وديمتري عجرم ووليد زين، بقداس في كنيسة مار تقلا الحازمية، ترأسه كاهن الرعية الأب روني معتوق، في حضور عائلات الشهداء وأصدقاء ورفاق الراحل وعدد من الشخصيات. 

وألقى الأب معتوق كلمة تحدث فيه عن مزايا حبيقة، فقال: "إختيار الحق مكلف، ومن يختار الحق يعرف أن هذا الأمر سيكلّفه، والثمن الذي يدفعه كلّ شخص اختار الحق والحقيقة، سيكلفه الكثير".
اضاف: "وإذا عُدنا بالمسيحية إلى الوراء، نرى أنه مع انطلاق الجماعات المسيحية الأولى، كان يرافقها دائمًا الإستشهاد والإضطهاد، ونحن ما زلنا اليوم باستشهاد واضطهاد، وأقولها لكم أننا في الغد وبعده، سنكون أيضًا باستشهاد واضطهاد. وهذا يطرح علينا جميعًا علامة استفهام كبيرة، لماذا الإستشهاد والإضطهاد يرافقان المسيحية دائمًا. الجواب بسيط، فكل مسيحي حقيقةً يعلن المسيح، والمسيح يعني الطريق الحقّ والحياة، وبعد قول الحقيقة سينزعج الخطأة وسيبيّن ذلك خطيئتهم وضعفهم، لذا فالطريقة الأسهل لإسكات صوت الحقّ هي بقتل الشخص الذي يقول الحقيقة."
وتابع: "إن الوزير والنائب السابق إيلي حبيقة اختار الحق والحقيقة على حساب كلّ شيء آخر، ولذلك دفع الثمن باستشهاده، والإستشهاد مكلف ليس فقط للشهيد الذي فقد حياته، بل أيضًا مكلف على عائلته وأحبائه، لأنهم يتألمون ألم الفراق والطريقة التي افترق عنهم أحبّتهم".
وقال: "كلنا نعرف أنه رغم الموت، ورغم غياب الأشخاص الذين استشهدوا، تبقى راسخة في قلوبكم كلّ القناعات والقضايا التي ناضلوا من أجلها. فأول ما يتبادر للذهن عند ذكر الوزير والنائب السابق إيلي حبيقة، أنه رجل السلام، فهو كان ساعيًا دائمًا نحو تحقيق السلام. رأينا فيه المقاتل القوي دفاعًا عن وطنه وعن أهله، وقد كان أهلاً للثقة ومحبة الآخرين، والقتل الجسدي لم يستطع أن يلغي تلك الصفات التي تبقى محفورة في قلوب الأشخاص الذين عاشوا معه وساروا معه في هذه المسيرة".
وتابع: "إخوتي، كم نحن اليوم بحاجة إلى قادة يعلنون الحقّ والحقيقة، كم نحن بحاجة لقادة يشكلون أداة سلام ويدافعون عن شعب ووطن ليحققوا السلام فيه. وكم نحن بحاجة إلى قادة يسيرون أمام شعبهم لا أن يشكّل الشعب متراسًا لهم، فإننا لو تمعّنّا بيسوع المسيح، لوجدناه يسير أمام شعبه، ويطلب من الشعب أن يقوم بما يقوم به، فهذا هو القائد الحقيقي الذي يكون في الصفوف الأمامية وهو على استعداد أن يستشهد ويفقد حياته في سبيل السلام والحقيقة والحق".
اضاف: "لهذا أيها الأخوة، نجتمع اليوم في كنيستنا، مار تقلا، في الذكرى الواحدة والعشرين لاستشهاد الوزير والنائب السابق إيلي حبيقة ورفاقه فارس سويدان، ديمتري عجرم ووليد زين، وهؤلاء هم الرفاق، حيث أنهم كما كانوا رفاقًا على الأرض كذلك هم رفاقٌ في الإستشهاد، وهم رفاق في السماء، وهم يصلّون على نيّة كلّ فرد من أفراد عائلاتهم، فنحن الكنيسة الأرضية، وهم الكنيسة السماوية، نتواصل عبر هذه الصلاة. ونحن على ثقة، كما يقول السيّد المسيح، ما لم تبصره عين، ما لم تسمع به أذن، ما لم يخطر على بال أحد، هذا ما أعدّه الله لمحبّيه، ولأن الرب يحبنا، فهو حضّر لنا مكانًا أفضل، وصحيح أننا نعاني العذاب هنا، وأحيانًا نستشهد ونقدّم دمنا في سبيل قضايانا، إلا أننا كوننا شهدنا للحقّ وأعلنّا الحقيقة، وكنا نعيش قناعاتنا المسيحية، فالمكان الذي أعدّه الله لنا أفضل ويقول لنا أنه حيث لا ألم ولا وجع".
وختم قائلاً: "يبقى رجاؤنا وإيماننا بشخص يسوع المسيح، ولذا نحن لا نخاف، نعيش قناعاتنا خلال حياتنا، ولا نخاف أن نذهب بعيدًا بمسيحيتنا، ولا نخاف أن نكون رجال سلام، إنما لأن المسيح هو رجاؤنا، وهو الذي وعدنا بالحياة الأبدية، فالمسيح انتصر على الموت، لذلك نصلّي على نية الوزير والنائب السابق إيلي حبيقة ورفاقه، ونطلب من الرب أن يكون قد أسكنهم أخداره السماوية، بصحبة الأبرار والصدّيقين". 
وبعد انتهاء رتبة القداس، تقبّلت العائلة التعازي من الحاضرين.