من الطرق السريعة إلى ساحات المعارك.. هذا هو الحال بالنسبة للسيارات الكهربائية، التي تتوسع يومًا تلو الآخر في قطاع النقل النظيف.
ومن المواطن الألماني العادي إلى قوات الجيش، تتوسع خيارات التنقل الكهربائي بعيدًا عن الاعتماد على البنزين التقليدي أو الديزل.
ويُلقي التحول إلى السيارات الكهربائية في القطاع العسكري، بظلاله على عمليات التخطيط والتنفيذ العسكرية "اللوجيستيات" من خلال التوسع في المركبات الأكبر حجمًا، مثل الدبابات أو الشاحنات الضخمة.
وسبقت الولايات المُتحدة الأميركية ألمانيا في تلك الخطوة؛ إذ أعلنت شركة تصنيع السيارات الأميركية تيسلا إستراتيجية قريبة من تلك الرؤية خلال "يوم البطارية" الذي نفذته مؤخرًا.
دبابة كهربائية
أعدت شركة فلينسبورغ الألمانية لتصنيع السيارات العسكرية، نموذجًا مبدئيًا لسيارة قتال مشاة كهربائية بالكامل "دبابة"، يمكن أن يتحول إلى أداة تنقل مستقبلية في ساحات المعارك.
"غينيسيز Genesis" أحدث سيارات الشركة الألمانية المخصصة لأعمال القتال في المعارك باعتبارها سيارة قتال لجند المشاة، ذات 8 عجلات (دفع ثُماني)، وفق المجلة الأميركية التي تصدر بدورية نصف شهرية "ناشيونال إنتريست".
ويستخدم النموذج -المُخصص للعرض فقط وليس بدء الإنتاج- تقنيات الوقود والدفع البديل، ويعتمد على 8 عجلات في فئة الـ40 طنًا، وفق جينس أحد مديري برامج العمل على السيارة القتالية.
وتشير الشركة الألمانية المُصنعة إلى أن طراز "غينيسيز" استفاد من عدة ميزات؛ أبرزها الاعتماد على نظام دفع كهربائي هجين؛ إذ تعكف بطارية "الليثيوم آيون" على تشغيل كل عجلة من العجلات الـ8 أو توجيهها بشكل جماعي، أو إصدار الأوامر بتسريع عملها أو استخدام "الفرامل".
ويمكن لتلك الميزات أن توفر قدرات استثنائية لطراز "غينيسيز"، للتعامل مع الطرق الوعرة.
سلاسل التوريد
يزيد تعزيز اهتمام القوات العسكرية في ألمانيا بالسيارات الكهربائية؛ ما يشكل انعكاسًا لزخم وجود تلك السيارات بالسوق الألمانية للمواطن المدني.
وتعد قوات الجيش الألماني التحول من الوقود الأحفوري إلى التقنيات الكهربائية في استخدام السيارات وحركات التنقل خطوة جيدة لسلاسل التوريد؛ إذ تضم محركات السيارات الكهربائية أجزاء أقل من السيارات المعتمدة على محركات الاحتراق؛ ما يوفر قطع الغيار وأجزاء سلاسل التوريد بسهولة كما يتيح أعمال الإصلاح والصيانة بصورة سهلة.
وتسعى القوات العسكرية الألمانية لاستبدال سيارات التعبئة لسلاح مشاة البحرية والجيش (جيه إل تي في)، باعتبارها تستهلك الكثير من الغازات التي يمكن استبدال محرك كهربائي بها.
وتتفوق السيارة (جيه إل تي في) على السابقة لها (إتش إم إم دبليو في) في حماية دروع المحطات الفرعية، ورغم ذلك؛ فما زالت سيارة تعبئة سلاح مشاة البحرية والجيش (جيه إل تي في) تمثل سيارة استطلاع وقيادة وليست سيارة لمواجهات الخطوط الأمامية.
- قيادة صامتة
حال إدخال المحرك الكهربائي على هذا الطراز، يمكن أن يُستَفَاد به بطرق أخرى؛ إذ سيقود في صمت، ويُجري عملياته بسهولة أكبر.
ورغم الفوائد العديدة لإدخال التقنيات الكهربائية على السيارات العسكرية والتحول المستقبلي لأسطول الجيش الألماني إلى أسطول كهربائي؛ فإن هذا التحول يواجه تحديات عدة.
إذ يُشير إحدى القيادات العسكرية بالجيش الألماني إلى أن تقنيات المحركات الكهربائية الحالية تناسب السيارات الصغيرة بصورة أكبر، لافتًا إلى أن استخدام تلك التقنيات في العربيات كبيرة الحجم للاستخدامات العسكرية قد يُسبب استهلاك زائد للبطارية.
وأشار إلى أنه حال التوصل إلى تقنيات تسمح بخفض استهلاك البطاريات وخفض استهلاك الوقود الأحفوري في الأسطول الحالي، ستكون تلك الخطوة أكثر ملاءمة للسيارات العسكرية.
0 Comments