وتجدر الإشارة هنا إلى ان هذا الأمير الكبير كان حريصاً جدّاً على هوية لبنان اللبنانية، حيث انه رفض عرضاً من السلطنة العثمانية يمنحه لقب أمير عربستان، فرفض وأصرّ على لقب أمير لبنان، لا بل كان يوقّع على مراسلاته بإسم أمير فينيقيا.

٣٧ـ أدرك فخر الدّين (١٥٩١ ـ ١٦٣٥) أهمية وحدة الجبل الممتد من جزّين إلى الأرز مقدّمة لتوحيد لبنان، فنجح في ضمّ جيش المردة إلى جيشه، الأمر الذي مكّنه من الإنتصار الساحق على جيش والي الشام ودحره في واقعة عنجر الشهيرة، ما أتاح له توسيع حدود لبنان، والإستقلال عن السلطنة العثمانية، وإعلان لبنان الكبير.
٣٨ـ هذا يؤكّد ما سبق وقلناه عن أهمية الجبل في الدفاع عن لبنان، وان قوة لبنان من قوة الجبل، ولو أدرك أهل الجبل هذه المعادلة الذهبية لما تصرّفوا على نحو مخزي ومدمّر وغير مسؤول في الأعوام ١٨٤٠ و ١٨٦٠ و ١٩٨٣.