Related image

٦٧ـ بنى الفينيقيون العديد من القلاع والصروح والمعابد تكريماً لآلهتهم في مختلف المناطق اللبنانية، وآثارها الباقية إلى اليوم تدل على براعتهم في فنون البناء والنحت والهندسة، وأشهر تلك الصروح على الإطلاق هي قلعة بعلبك ومعابدها الرائعة الجمال.
٦٨ـ من الخطأ الشائع القول بأن قلعة بعلبك هي رومانية، ولنا على ذلك عدّة دلائل نكتفي بثلاثة: الأول، إسمها العائد للآله الفينيقي بعل ملك الشمس، والثاني، القلعة القديمة الموجودة تحت القلعة الحالية بناها أجدادنا قبل العهد الروماني بأكثر من ألفي سنة، ثم قاموا في العام ٢٧ ق.م. ببناء القلعة الحالية فوق القلعة القديمة. الثالث، طريقة البناء والهندسة والشكل والنحت والنقوش كلها فينيقية وتختلف كثيراً عن الهندسة الإغريقية ـ الرومانية.
٦٩ـ اطلق الرومان على معابد بعلبك أسماء آلهتهم جوبيتير وفينوس وباخوس بدل آلهة الفينيقيين بعل وعشتروت وأدون، وذلك بفعل إحتلالهم للمنطقة، فاستنتج المؤرخون ان بناء القلعة تمّ على يد الرومان.
٧٠ـ جميع علماء الآثار الذين عاينوا قلعة بعلبك ودرسوا هندستها وطريقة تشييدها عجزوا عن تفسير السر وراء ضخامة الحجارة التي استعملت في بناء القلعة، والتي يتراوح وزنها من ١٠٠ طن إلى ٣٠٠ طن وصولاً إلى "حجر الحبلى" الذي يزن ١٦١٥ طناً وهو أكبر حجر منحوت موجود على وجه الأرض.
٧١ـ وأكثر ما أدهش هؤلاء العلماء هو الجمع بين ضخامة البناء وجماله في آن معاً، عِلماً ان الضخامة غالباً ما تتم على حساب الجمال، لذلك تفوّقت بعلبك بضخامة بنائها وأناقته على معبد البارثينون Parthenon اليوناني، ومعبد البانثيون Pantheon الروماني.