Image result for sagesse 1999
وكأن نهائي دوري كرة السلة اللبنانية لا ترجي مبارياته في أيامنا هذه، لا المقاهي على علم ولا الجماهير متأهبة ولا الشارع السلوي في حالة ترقب، حتى جمهور نادي الرياضي غير مهتم لوصول فريقه إلى النهائي. 
نضف إلى ذلك، عجز المنتخب اللبناني لأول مرة منذ سنوات على الوصول إلى بطولة العالم في كرة السلة وخسارته مبارتين هامتين على أرض وأمام جماهيره مع تراجع رهيب في المستوى وإتكال كبير على فادي الخطيب أبرز الغائبين عن المنتخب. 
والعلامة الفارقة والمرافقة لكل هذا الإنحدار في المستوى هي غياب نادي الحكمة بطل لبنان والعرب وآسيا عدت مرات وصاحب الإنجازات التي لا تحصى ولا تعد وهم من كل هذا صاحب القاعدة الجماهيرية الأكبر في لبنان والشرق الأوسط. نعم الحكمة عائبة، لا بل في أسوأ أيامها منذ نشأتها وتقارع على البقاء ضمن فرق الدرجة الأولى وهل من يصدق ؟ 
قلنا في الماضي "لا كرة السلة بغياب الحكمة"، قالوا لنا حينها إن اللعبة ستسمر والحياة ستسمر والرياضة باقية. إن النتيجة أصبحت واضحة وضوح الشمس لأن الشيء الذي تستطيع أن تمنحه الحكمة لكرة السلة اللبنانية لا يمكن لأي كان مهما علا شأنه أن يمنحه اياها. إن شغف الجماهير وتعطشهم إلى الربح، والصخب الذي يرافق مباريات نادي الحكمة، بالإضافة إلى جنون الجماهير وحبهم للنادي، كل هذه العلامات لا يمكن تعويضها وهي على بساطتها كما يظن البعض تمنح اللعبة إثارة وحماسة كل نظيرها في لعالم الرياضي. نعم لإنقاذ الحكمة لكي تبقى كرة السلة، نعم لإنقاذ الحكمة لكي لتعود الرياضة اللبنانية إلى أمجادها. فنبقى نقول ونردد اليوم وغداً وإلى دهر الداهرين "لا كرة سلة بدون الحكمة" ولا بل نزيد على ذلك "لا رياضة بدون حكمة".