Image may contain: 1 person, text
كان الرئيس عون أول من حظر من تداعيات أزمة النزوح السوري على لبنان في ال ٢٠١٢ داعيا إلى إقفال الحدود. 
يومها قامت الدنيا ولم تقعد، ويومها كان هناك ٣٠ ألف نازح سوري فقط على أرض لبنان، ويومها أيضا وايضا تم اتهامه بالعنصرية وهب العديد من الخونة اللبنانيين لمساعدة هؤلاء بكل الطرق ولو على حساب كل لبناني في لبنان. 
اليوم وبعد مرور أكثر من ٨ سنوات على بدء الأزمة السورية ومع عودة العديد من المناطق في سوريا إلى الهدوء المعهود وإنتهاء المعارك العسكرية في الأغلبية الساحقة من سوريا وعودة أكثر من ١٠٠ ألف نازح سوري من لبنان، يرى لبنان نفسه محاطا باكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري معترف بهم عدا عن أولئك الذين لا إعتراف رسمي ولا أوراق تثبت وجودهم على أرض لبنان أو في الحياة.  
عند وصول العماد عون إلى الرئاسة، اعرب بكل صراحة عن نيته وضع حل عملي لأزمة النزوح، وها هو اليوم وبعد أكثر من سنتين في بعبدا بات من الضرورة البدء بهذا الحل ولو على حساب العالم برمته، هذا العالم الذي عن سوء نية يتواطأ مرة أخرى على لبنان ويبعد عنه الشر ويستعمل النازح كورقة من أجل مطالب أخرى ومطامع غربية ليفرض التوطين في لحظة إقليمية ودولية معينة لن تأتي طالما بيننا رضيع مقاوم واحد ورقص اسمه العماد عون في بعبدا. أعطى الرئيس أوامر واضحة لكل المعنيين في لبنان من بلديات ووزارات للتحرك. تحرك البعض ولو ليس بخاطره/ تم إقفال العديد من المحال التجارية التي وصل عددها إلى مئة ألف في عهد الرئيس ميشال سليمان بحسب تصريح للوزير مروان شربل. رحل العديد من النازحين نتيجة إقفال محلاتهم، وبقي البعض الآخر بتغطية من لبناني وتحت ستار العمل عنده وطبعا بموافقة بلدية أو مختار هنا أو ناطور هناك...سياسة ال"مرقلي تمرقلك" طبعت حملة البلديات وأثبتت أنها غير كافية على الإطلاق سوى في بلدات معينة لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة.  
كل هذا والرئيس عون على علم بما يجري من حوله ولكنه يترقب وينتظر ويعطي الفرص تلوى الأخرى. 
الوزارات المعنية في غيبوبة مقصودة، وزارة العمل لا تعمل وتهتم بإجازات عمل السريلانكيين والبنغلادشيين والهنود...
الوزير باسيل لا يفوت فرصة إلا ويرفع فيها السقف تجاه هذا الملف في ظل غياب أيضا لسائر أعضاء تكتل لبنان القوي الذين أقل ما يمكن قوله هو بأنهم ليسوا على نفس الموجة من رئيسهم ولا رئيس جمهوريتهم.  
وجديد تصريحات الرئيس عون ومع إستهلاك الحلول وإعطاء الفرص التي أصبحت ضائعة، ومع تعنت الغرب والشرق والشمال والجنوب وعدم قبولهم بالحل أو حتى تسهيلهم له، كان للعماد عون موقف واضح ومفاده بأن الدول الغربية إذا ما بقيت على موقفها من هذه الأزمة سيكون أمام النازح السوري في لبنان خيار واحد فقط وهو هجرته عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أصقاع العالم أجمع بسبب منعه من العودة إلى بلاده مرفوع الرأس وبكل كرامة وعزة.