باتت صفقة القرن أمراً واقعاً وعلى الجميع أن يحجز مكانا له ضمنها. 
هذا ما يسوق له الغرب والدبلوماسيون الغربيون الذين يزورون لبنان مؤكدين أن أياما قليلة أو اسابيع تفصلنا عن البدء بالصفقة على أرض الواقع. الصفقة تمت وإنتهت بين الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، ومصر بقيادة السيسي، أوروبا عبر دول رئيسية في الإتحاد الأوروبي واخيرا أغلبية دول الخليج العربي بقيادة السعودية. 
هذه الكتل أو الحيتان ستنفق وأنفقت أموالا طائلة في سبيل البت في هذا الأمر وستقوم بكل ما هو مباح وغير مباح لإنجاح الصفقة ويبدو أنها لن تقف مكتوفة الأيدي بوجه من يعارضها. الكلام هنا لإحدى الشخصيات التي زارت لبنان وفاتحته بتوطين الفلسطينيين وبأن عددهم ١٧٤ ألف فقط ولبنان لن يستطيع الوقوف بوجه هذا الأمر وسيتم تقديم مساعدات مالية طائلة له في حال قبوله بالتوطين مما سيساعده على الخروج من الأزمة المالية التي يعاني منها والتحضير لإستخراج ثرواته البحرية عوض الدخول في توترات قد لا تكون من مصلحته وفي هذا تهدد مبطن بمجرد الحديث عن توترات...


بكل وقاحة يحاول الغرب فرض التوطين على لبنان مقابل أموال طائلة أو اغراءات مادية كبيرة له ولكل دولة تستضيف لاجئين فلسطينيين. 
التوطين هو بند أول في صفقة القرن ولا يريد الغرب تجاوزه قطعاً وهو يسمع الأجوبة السلبية من لبنان الرسمي وغير الرسمي بالجميع يتفق على رفض التوطين على مختلف الإنتماءات الحزبية.

إذاً، التاريخ يعيد نفسه وهذه المرة بإغراءات أكبر وبطريقة أكثر خبثاً ممزوجة بالوقاحة رغم أن الأمس القريب يشهد على صمود ومقاومة لبنان وإسقاطه للوطن البديل وتقديمه الشهداء على مذبح الوطن فهل من الصعب بعد هذا كله فهم موقف لبنان ؟ أم أن الغرب بحاجة إلى تكرار مستمر لكي يعي أن الأمر الواقع الذي يتحدث عنه لا مكان له في قاموسنا هذا ولا في قاموس رئيس جمهورية قاد في يوم من الأيام معارك إسقاط مشروع التوطين ومخيمات العار ضمن لبنان الحر ؟

لا لاجئ ولا نازح سيبقى على أرض لبنان وهذا القرار يعود لنا دون سوانا 
وليعلم هذا الغرب اللعين بأنه لا غرب ولا شرق لا شمال ولا جنوب يستطيع أن يفرض علينا ما لا نريده نحن، وليرجع بالتاريخ إلى سنوات ليست ببعيدة عندما كان يقول لنا بأن الوجود الفلسطيني في لبنان أمر واقع وعليكم التأقلم معه، فكان جوابنا في تل الزعتر والكرنتينا والنبعا والضبية، فحذاري اللعب بالنار وحذاري من إستخدام الفلسطيني وقود لمشاريع لن يتمكن من تحقيقها على أرض لبنان.