بعد إلقاء القبض على تشي غيفارا الثائر دائما أبدا في وجه الظلم والظلام والقمع في كل رقعة وفي كل بقعة من بقاع هذا العالم، توجه أحد الجنود الذين اعتقلوه بسؤال إلى راعي غنم قام بالوشاية على شي غيفارا وخبر الجنود عن موقعه، فكان جواب الراعي بأن غيفارا كان يقوم بترويع الغنم وإخافتهم بسبب معاركه المستمرة مع الجنود. 


هذا في بوليفيا في أمريكا الجنوبية، أما في مصر فمحمد كريم رمز المقاومة بوجه الإحتلال الفرنسي آنذاك أيام نبوليون تم الحكم عليه بالإعدام بسبب خيانة وقلة شعبه أيضا. فبعد اعتقاله من قبل القوات الفرنسية، لم يرد نبوليون اعدامه بل قرر الإعفاء عنه بسبب بسالته وشجاعته في الدفاع عن بلاده رغم مقتل العديد من الجنود الفرنسيين ولكن مقابل أن يعطيه عشرة آلاف قطعت ذهب تعويضا عن الجنود الذين قتلهم، فوافق محمد الذي لم يكن يملك هذا المبلغ ولكن كان يدين إلى تجار مصر والإسكندرية باكثر من مئة ألف قطعت ذهب. فقام الجنود الفرنسيون بإصطحاب محمد كريم إلى شوارع الإسكندرية لكي يطلب من التجار مساعدته ورد الدين له على الأقل، ولكنهم رفضوا لا بل اتهموه بدمار الإسكندرية وتراجع الحالة الإقتصادية فعاد خائبا إلى نبوليون بعد إنقضاء المهلة التي أعطاه إياه فأصدر حكم الإعدام بحقه لا بسب عدم دفعه لقطع الذهب بل بسبب دفاعه عن شعب جبان يفضل المال والتجارة على الشرف والعنفوان. 

أما اليوم فما هو مصير شعوب غيفارا وكريم ؟ أين هي الأرجنتين واين هي بوليفيا وما هي مصر في المعادلة العالمية ؟ كيف تعيش شعوب تلك البلاد واي مصير كتبوا لأنفسهم ؟ كم من إحتلال عرفوا وكم من سلطات حكمتهم وكم من أنظمة استبدت بهم ؟ وهنا وتماماً هنا في هذا المكان بالذات، انظروا جيدا واتعظوا من التاريخ الذي ما عاد قادراً على إعادة نفسه بنفسه....