في الوقت الذي إنشغل به اللبنانيون جميعا بالهزة الإقتصادية التي تم التسويق لها عبر الواتساب وهي بالطبع لها موجودة ولا دخان دون نار، كان في كل هذا الوقت حاكم مصرف لبنان يقوم بتناول الكابوتشينو قبالة البحر غير آبه بما يحصل وبهموم اللبنانيين الزين تهافتوا إلى محال الصيارفة باحثين عن العملة الصعبة، عن العملة الغربية، عن الدولار...الحاكم في عالم والناس في عالم آخر. قد لا يرى بأن الهدر يجب أن يتوقف في مكان ما وفي أمكنة عديدة أيضا وقد يرى أن الرواتب التي يتقاضاها أولئك الذين يتخطى راتبهم عشرات الملايين عادلة أيضا. لم يكلف حاكم مصرف لبنان نفسه على حس موظفين المصرف على التنازل ولو ١% من مكتساباتهم ونحن نتكلم هنا البعض وليس الكل، لم يكلف الحاكم نفسه بالقول للموظفين لا تصبوا الزيت على النار لأن إضرابكم ليس بإضراب عادي وإن توقفكم عن العمل سيكون له تبعات خطيرة على إقتصاد لبنان. بات واضحا بأن البعض يسعى إلى هدم الهيكل على رأس الجميع وخاصة على رأس بعض الذين يبدون حماسة لا مثيل لها في محاولة انتشال لبنان من تحت الركام، ركام الترسبات التي خلفها الإحتلال السوري لمدة أكثر من ١٥ عاما. على رياض سلامة أن يدرك تماما بأن اللعبة الإقتصادية قد يصبح حجمها أكبر من يجرؤ على التفرج عليها على شاشات التلفزة حتى، كما وعليه أن يدرك وهو العارف بالكثير بأن رئيس الجمهورية لن يوفر جهداً للمحافظة على ما تبقى من أشلاء لبنان. وهنا إن النوايا التي لم تعد مبطنة والتي يحملها البعض في جعبته باتت معروفة وإن الليرة اللبنانية بألف خير وخير وهي لا يمكن أن تهتز لا لأن ولا غداً ولا بعض غد وخاصة في أيام ميشال عون...