واهم من يعتقد أن المارونية السياسية هي عار أو بالأمر السيء الذكر، بل وإن العار كل العار على من لا يعترف بإنجازات المارونية السياسية وفضلها في تأسيس لبنان الكبير بكل مؤسساته وكيانه. 
استطاعت المارونية السياسية أن تؤسس لبنان الكبير وتضم إليه ما لم يكن في الحسبان وتجمع الغرب والشرق، العرب والعجم، المسيحيين والمسلمين في وطن أصبح اليوم منهك بفعل ارتكابات ابنائه وولائهم إلى الخارج. 
إنتزع البطريرك الحويك لبنان الكبير من الفرنسيين ومن العالم برمته، كان يمكن لهذا الرجل التاريخي أن يشكل لبنان على قدر إمتداد أبناء طائفته ولكنه رفض العرض الفرنسي رفضاً قاطعاً. فيما بعد كان للمارونية السياسية الفضل الأكبر في إنتزاع إستقلال لبنان فكانت رأس الحربة بوجه الإحتلال الفرنسي ورفضت الإلتحاق بسوريا أو بمصر وبأي دولة عربية أو غربية. 
أما بعد الإستقلال، فكانت هذه المارونية السياسية الصخرة التي تم بناء لبنان الكبير عليها فكان أن بدأت مسيرة بناء الدولة القوية وإزدهر لبنان باقتصاده وأمنه فكان عهد العز والقمة من كميل شمعون وصولاً إلى فؤاد شهاب. 
قولوا لنا بربكم من لا يذكر كيف أصبح لبنان سويسرا الشرق في عهد شمعون ؟ 
وكيف تحطمت رؤوس الطامعين به في عهد فؤاد شهاب ؟ 
بعد كل هذا العز، تراكمت التجاوزات الفلسطينية تحت غطاء بعد اللبنانيين البعيدين كل البعد عن المارونية السياسية فلم يجد لبنان من يدافع عنه سوى تلك المارونية السياسية التي تجندت بكل قوتها للدفاع عن لبنان كل لبنان، فتعرض هؤلاء للهجوم كموارنة فدافعوا عن أنفسهم كلبنانيين. 
لم يعرف لبنان في عهد المارونية السياسية التي انتهت مع إتفاق الطائف المشؤوم سرقة المال العام، ولا الديون، ولم يصل الفساد إلى ما وصل إليه في السنوات الأخيرة، لم يتدهور المستوى المعيشي إلى هذا الحد، لم يتمكن اللاجئ من الإستراحة كما اليوم في ربوع لبنان، ولم يتمكن الإرهاب من التطاول على الجيش كما فعل في الماضي، ولم تصل الزراعة والصناعة إلى ما وصلت إليه اليوم ولم يهاجر شببابنا كما يفعلون اليوم ولم ولم ولم...
فيا ناكرين المعروف ويا مزوري التاريخ، مهلاً مهلاً، فأن ننسى لن ننسى، بل تذكرا أنتم اننا النور والنار، القديسيين والشياطين....