مرت المادة ٨٠ من الموازنة على غفلة من دون علم نواب التيار الوطني الحر على طريقة "تهريبة" من المعابر الشرعية لمجلس النواب، ووصلت الموازنة إلى رئيس الجمهورية الذي لم يقم بإمضائها بعد اللغط الحاصل حول تلك المادة التي تمنح الناجحين في مجلس الخدمة المدنية حق الإحتفاظ بالوظيفة حتى مع مرور فترة السنتين وخلافا لكل قانون سابق. 
مرة جديدة، نرى التيار الوطني الحر وحيداً في مواجهة الجميع ودفاعاً عن حق كل شاب وصبية مسيحية تطمح بالحصول على وظيفة في الدولة اللبنانية ونرى أيضاً كل الأحزاب المسيحية الباقية من قوات وكتائب وما تبقى من أحرار وسواهم في صمت رهيب وبطريقة ملفتة لا يمكن تفسيرها سوى لكسب ود الفريق المسلم في معارك مستقبلية وطبعاً نكاية بالتيار الوطني الحر وكأن القدر لا يمكن أن يجمعهم مع التيار في أي ظرف من الظروف وحتى في المصيبة المشتركة. فيبدو أن البعض تجاهل أن نسبة المسلمين في وظائف الدولة أصبحت أكثر من ٨٠ ٪ وهناك أرقام تتحدث عن ٩٠ ٪ واكثر أيضا. 
كل ذلك يتعارض مع المادة ٩٥ من الدستور التي تنص على الوفاق الوطني وإحترام الميثاقية. 
وخلافا لهذه المادة يستميت الفريق المسلم من أجل هؤلاء لإدخالهم إلى السلك الإداري في الدولة اللبنانية ليس حباً بهم طبعاً لا، ولكن من أجل مكاسب مستقبلية أكبر بكثير وعلى مستوى أشمل بكثير. 
نشد على التيار ونقول له إذهب بعيداً وفيكفي أن تكون لوحدك لتكون على حق في لبنان، وليعلم الجميع بأن على الدنيا السلام في حال مر هذا الأمر دون إصلاح وتصحيح لمسار الأمور، فكيف للجان الإمتحانات في مجلس الخدمة أن تكون مكونة من اساتذة من لون واحد ومذهب واحد في بعض الأحيان ؟ 
ولن نغوص في موضوع تسرب الأسئلة والفضائح الكبرى ولكن نكتفي في هذا القدر اليوم ونقول للتيار الوطني الحر بأن لبنان كله معك لأنك تدافع عن لبنان المسلم قبل لبنان المسيحي وهذا ما قد لا يفهمه الكثيرون اليوم....