الامر اشبه بزلزال سياسي ودستوري 
ليس بالامر العابر ولا السهل ان يرسل سمير جعجع رجله الوزير الرياشي الى منتصف برنامج سياسي تلفزيوني  يناقش فيه موضوع المسيحي في الادارة والتوازن  ومراسيم التوظيف للناجحين التي لا تراعي المناصفة

ليعلن الوزير الرياشي علنا ان القوات تنازلت عن المناصفة والقصد احراج التيار الذي يستميت لعدم اقرار مراسيم توظيف غير متوازنة

نعم يا سادة، الوزير رياشي يعلن ان القوات تعتبر ان مسلم واحد كفوء افضل من ١٠٠ مسيحي غير كفوء، هكذا صرح ، وان المسيحي في الادارة ليس عددا بل دور( تبني موقف النائب يعقوبيان)
وكان المسيحي لا ينجح بسبب عدم كفائته وليس بسبب نظام مجلس الخدمة الفاشل 
السياسة لا تعرف حدودا للضرب القذر، التيار يعلن تمسكه بالمناصفة والتوازن المسيحي الاسلامي،  نرسل الوزير الرياشي ليعلن موافقة القوات على الغاء المناصفة ، ليظهر التيار بمظهر الطائفي المتعصب ، وتخرج القوات ببيان ترشيح رئاسي لسمير جعجع عنوانه الموافقة على الغاء الطائفية السياسية والمناصفة

اتخيل ان جعجع في معراب كان يقهقه ويظن ان ارساله الرياشي الى قلب النقاش التلفزيوني  لاعلان بركته على الطريقة المسرحية  لتوظيف ٤٠٠ موظف من الطوائف الاسلامية دون مسيحيين هي ضربة معلم تظهره كمرشح وطني فوق الطوائف وتظهر باسيل متعصب طائفي

كل جهد لاعادة التوازن المسيحي الى الادارة ليذهب الى الجحيم ، ما دام البرنامج الرئاسي لجعجع يتطلب بعض التنازلات، وما دام الامر يظهر التيار طائفيا والقوات وطنية 
من يقنع الرياشي وسيده ان الوزارات فرغت من المسيحيين والوضع خطير ويهدد الميثاق  وان الادارة العامة من دون التنوع والتعدد تصبح فئوية وطائفية ، وان وجود موظفين مسيحيين ينقذ لبنان من الاحادية ومن دونهم يصبح المسيحيين جالية اجنبية كالاجئين السوريين ، وان الذي ارتكب في زمن الوصاية من ادخال عشرات اللاف الموظفين من لون واحد يستوجب التصحيح واعادة التوازن  وان  موظفا في وزارة العدل او المالية او التربية استراتيجي لبنان اكثر من تربع جعجع على كرسي بعبدا
القوات تتنازل عن المناصفة لضرب التيار والمساهمة في حصاره، كما تفعل دائما، انما الضربة هنا هي للوجود المسيحي واستمراريته
ما فعلته القوات بالامس هو انعطافة كبرى، في العام ٩٠  استعملت المدفع وبالامس استعملت الرياشي والنتيجة المزيد من الانحدار والانتحار 
#المناصفة