من بعد مشروع ليلى جاءنا مشروع جديد... وديع الشيخ

وإذا كانت إساءة مشروع ليلى للمسيح والعذراء مريم قد طالت المسيحيّين خصوصًا والمسلمين عمومًا، فقد جاءت إساءة وديع الشيخ لتطال الدولة، أي لتطال جميع اللبنانيين، لا بل لتطال من كرامة وإنسانيّة كلّ إنسان. 
إن إساءة الشيخ، بالأرقام، قد حصلت بحق كلّ مَن يأتي حجم راتبه في منزلة أدنى من حجم ثمن حذائه... 
وفي عملية حسابية، أعلَمنا الشيخ في أغنية له مسجّلة، بأن حذاءه يساوي 9 رواتب لشخص لم يسمِّه، وهو حسب تقدير المعنيّين، عنصر الجيش اللبنانيّ. 
وقد جاء كلامه هذا انتقامًا من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني التي أوقفت والده بتهمة تلفيق أخبار كاذبة بحق ضابط عام، وبتهمة حيازة سلاح حربي غير مرخَّص، وهو السلاح عينه الذي قتل، معتصم، شقيق وديع الشيخ، أثناء لعبه بقطعة حربية مع رفاق له. 
وعليه، وإذا كان راتب الحد الأدنى للرواتب في لبنان يساوي حوالي 750.000 ل.ل. فذلك يعني أن ثمن حذاء الشيخ هو: 750,000 ضرب 9 = 6.750.000 ل.ل. 
والإساءة هنا أيضًا قد تطال كلّ مَن راتبه يساوي أقل من قيمة 6.750.000 ل.ل. 
ولكن للحق نقول، إن إساءة الشيخ، هي من أسوأ الإهانات التي يمكن لإنسان أن يتعرّض لها. 
فإن كلامه حقير، ومهين لإنسانية كلّ إنسان بعد أن قاسها الشيخ بحذائه.
والانحطاط الأخلاقي للشيخ منتشر حتى في اختياره لمستوى كلمات أغانيه، مثل: "بتحَزِّرني حزورة شو في تحت التنورة".
إننا نأسف لشخص نفتح له درانا فيُحقِّرنا، لشخص نودّ التوجّه إليه بالسؤال التالي: 
• هل تجرؤ كمواطن سوري شيعي أن تشتم شرطيًا في وطنك سوريا؟ 
• لماذا مطلوب أنت للعدالة وبحقك أكثر من مذكَّرة توقيف؟ 
• هل بحوزتك إجازة عمل؟ 
وللدولة اللبنانيّة نسأل: 
• هل ستقوم بسحب أوراقه منه وترحيله خارج الأراضي اللبنانيّة؟ 
• أم أن الدولة ستقوم بتنظيم حفلة له في شارع الحمرا؟ 
نحن وإن كنّا مع الحريّات ونقدّسها، إلّا أننا مع الأخلاق، ومع احترام الإنسان، والوطن... أولًا.
"أنما الأمم الاخلاق...". 
د. عماد شمعون