المثلث السياسي المؤلف من " تيار المستقبل و حركة أمل و الحزب التقدمي الإشتراكي " ركب الهندسات المالية منذ العام 92 التي أفضت بلبنان اليوم بلدا دائنا بمليارات الدولارات ..
تلك الهندسات حظيت بتغطية كل من سوريا و السعودية و بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاءها الأوروبيين ، و كل منهم من بعد سياسي أو اقتصادي مختلف عن الآخر ..
الكتل البرلمانية السياسية المسيحية في ذلك الوقت كانت مشرذمة : قسم كبير يأتي به " المثلث المذكور " من جراء قانون الانتخابات و الباقي لا حول و لا قوة ..
اقفل الدين عام عند اغتيال الرئيس رفيق الحريري على 38 مليار دولار ثم تضاعف هذا الرقم من 2005 حتى 2017 فوصل إلى 77 مليار دولار بسبب الإنفاق خارج الموازنة ..
و هذا عائد إلى المشاكل السياسية الداخلية التي أعقبت اغتيال الحريري و إنقسام الصف السياسي في لبنان من جراء هذا الاغتيال و الحكومات المتعثرة .. بعد 15 سنة على الاغتيال ، لا تزال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غير قادرة على إصدار أحكاما قضائية بل اقتصر عملها على الأحكام السياسية خدمة لمشروع تقسيم لبنان سياسيا و شعبيا ..
لبنان اليوم يرزح تحت أعباء دين خطط له بدقة متناهية تحضيرا لمواكبة مشروع إنهاء القضية الفلسطينية و رمي أجزائها المبعثرة على كامل رقعة الشرق الأوسط ..
بالطبع هناك مسؤولين لبنانيين انخرطوا بالمشروع الأمريكي أو عن سابق تصور و تصميم أو عن جهل لاستفادات مادية آنية ..

الجميع اليوم ، أكان مستمرا في موقع المسؤولية أو تنحى و غرس رأسه بالرمال كالنعامة ، يجمع انه لا قيام اقتصادي للبنان بدون مساعدات خارجية .. و المساعدات الخارجية المنشودة هي ، حتى الآن ، مؤتمر سيدر .. و عنوان مؤتمر سيدر هو مكافحة الفساد .. و مكافحة الفساد في لبنان هي عملية مستحيلة بسبب تركيبة لبنان الطائفية التي أقرها و كرسها اتفاق الطائف .. تعديل اتفاق الطائف قد يدخل لبنان في حرب أهلية .. لبنان إذا يدور في حلقة مفرغة و هذا هو المطلوب ..
المساعدات الاقتصادية قد تأتي في إطار صفقة القرن و دون الحاجة إلى محاربة الفساد : فمن من الدول الغربية يبالي بلبنان إن كان حكامه فاسدين أو منزهين ؟ ؟ و من منهم يبالي أصلا بشعبه ؟ ؟
جل ما يريده الغرب هو تكريس شكل نهائي لإسرائيل و تنظيم استخراج نفط و غاز لبنان ضمن الخطط التي تؤمن مصالح الدول الغربية ..

المسرح اللبناني مشغول بافتعال و تعميم الكراهية و البغض بين أبناء شعبه و هو ، أي المسرح اللبناني ، يشكل ديكورا في زاوية صغيرة مظلمة من مسرح دولي أكبر يضيء على قضية مركزية تدعى إسرائيل و مصالحها