تنشغل الأوساط و مراكز الدراسات الامريكية المتعددة ، بقضية باتت تطغى على ما عداها ، و ستقلب موازين التفكير والتخطيط الأميركي إلى غير رجعة : 
قضية التفاهم الصيني الإيراني ... " عاصفة جيو سياسية " ، " الصين تتبنى ايران " ، " الانقلاب الشرقي الكبير " ، كلها عناوين تصدرت مؤخرا أهم الدراسات الجيو سياسية التي صدرت من أعظم معاهد السياسة الاستراتيجية الأمريكية ، حتى وصل معهد واشنطن لدراسات الشرق بوصفها ك " صفقة القرن الحقيقية " .. 
بالرغم من عدم نشر الاتفاق بالكامل ، إلا أن إيران سربت اجزاء استراتيجية عنه : 
سيضمن الاتفاق تدفق النفط الإيراني نحو الصين بسعر مخفض وبكميات تزيد عن كميات الإنتاج الإيراني في زمن ما قبل العقوبات الأميركية ، وصولا لإنتاج 8 ملايين برميل يوميا ... مقابل : نهضة إيرانية تمولها الصين وتنفذها شركات صينية وإيرانية ، لتطوير صناعة الطارات المدنية وقاطرات سكك الحديد ومساراتها ، وبناء مصانع للنسيج والجلود والصناعات الغذائية ، وتطوير صناعة الصلب والحديد ، والرخام والمناجم التعدينية والحجرية ، وبناء شبكات مستشفيات ومصانع أدوية حديثة ، وتطوير مراكز البحث العلمي ، وبناء مصانع لتصنيع الإلكترونيات بما فيها الحواسيب وأجهزة الهاتف الذكية ، إضافة لشبكات جديدة من المطارات والمرافئ العملاقة ، والمشاريع السكنية الضخمة لمدن جديدة ، ومصانع للسيارات الكهربائية الصديقة للبيئة ، والسفن التجارية وناقلات النفط ، وعلى الصعيد العسكري ، سيتيح التفاهم تطوير قدرات التشفير الإيرانية لبناء أنظمة جديدة للشيفرات ، وقواعد لبناء الوقود الصلب لصناعة الصواريخ ، وشبكات الدفاع الجوي والأقمار الصناعية . 
- يقدر الأميركيون قيمة الاتفاق بالأسعار الرائجة عالميا الاتفاق بأربعة تريليون دولار ، رغم أن المعلن من الجانبين الصيني والإيراني هو خمسماية مليار دولار ، ويعتبرونه إعلان وفاة سياسية للعقوبات الأميركية التي تستهدف إيران من جهة ، ومن جهة مقابلة حضورا للصين بجهوزية التقدم نحو البحر المتوسط والخليج وبحر عمان ، من خلال بناء قاعدة متطورة صناعيا وإقتصاديا وخدماتيا في إيران ، كما يتوقعون أن يرتفع مستوى القدرة الشرائية للعملة الإيرانية 500% خلال خمس سنوات ، وأن يرتفع مستوى دخل الفرد 300% خلال السنوات الخمس الأولى من الاتفاق ، ويعتقدون أن إيران ستصبح في وضع إقتصادي يشبه كل من ألمانيا واليابان في الستينيات من القرن الماضي ، بالإضافة للمقدرات العسكرية الهائلة التي تملكها وستزداد ، لتصير القوة العسكرية الأولى في الشرق الأوسط بلا  منازع . ناهيك عن فوز الصين بقاعدة و حضور عسكري على مدخل الشرق الاوسط و المحيط الهندي و إفريقيا .. وثمة إجماع على إعتبار الاتفاق طريقا لنهوض عملاق عالمي هو الصين و عملاق إقليمي هو إيران ، لا يمكن الحد من الخسائر التي سيجلبها على الحضور والمصالح الأميركية إلا بأحد طريقين : 
-  إنهاء سريع للتتأزم في المنطقة بحل للصراع العربي الإسرائيلي ، بطريقة سحرية تظهر أميركا صديقا للعرب وتعزل إيران عنهم .. 
- أو بتفاهم إستراتيجي روسي أميركي ، يتضمن حلولا مشتركة لأزمات المنطقة ، وتعاونا شاملا في القضايا الإقتصادية والسياسية والإستراتيجية .. ويجيبون أن تحجر العقل الأميركي الإستراتيجي والسياسي ، رغم كونه في الظاهر غير عقائدي وبراغماتي ، يشكل عقبة حاسمة دون القدرة على السير بخطوات مناسبة للحد من أضرار هذا الاتفاق ، الذي يكفي عدم القدرة على التنبؤ بحدوثه للدلالة على ما تعانية عملية رسم الإستراتيجيات من مشاكل بنيوية ، تجعل السياسة في حال عجز كامل . 
- الوصف الذي يطلقه الخبراء على الاتفاق ، أنه أبرز تحول جيوإستراتيجي في القرن ، وأنه بداية لمرحلة جديدة على المستوى الدولي .. 
وأن التعامل مع تداعياته يفوق طاقة أي إدارة أميركية ، طالما أن حسابات الإدارات الامريكية تبدأ من مراعاة مصالح كارتلات الصناعات العسكرية ، رغم ما تتسبب به من توتر مستمر في العلاقة مع روسيا ، واللوبيات الداعمة ل"إسرائيل" وما تتسبب به من كراهية للأميركي في الأوساط العربية والإسلامية ..