تشير معلومات إلى تلويح رئيسة مجلس الخدمة المدنية بتقديم استقالتها بسبب عدم الأخذ بنتائج إمتحانات المجلس ومبارياته وعدم إدخال الناجحين إلى ملاك الوزارات المختصة، وهي ترفض حاليا القيام بأي مباراة جديدة خوفا من عدم إلحاق الناجحين إلى وظائفهم. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد أعلن عن هذا الأمر في جلسات مناقشة البيان الوزاري سابقا لحكومة الحريري. وهنا لا بد من الإشارة أن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل أكد أكثر من مرة بأن أي نتائج لا تراعي التوازن الطائفي لن يتم الأخذ بها مما إستدعى رفضا وامتعاضا من الناجحين. 
وهنا أيضا لا بد من الإشارة،  أن التيار الوطني الحر بشخص رئيسه يقف وحيدا بمواجهة هذا الملف من أجل إعادة التوازن الطائفي في ادارات الدولة دون أي دعم من أي حزب مسيحيي آخر أو أي طرف مسيحي. 
فكيف يكون الوزير باسيل وحده حريصا على التوازن الطائفي فيما باقي المسيحيين في نوم عميق ؟ ولماذا هذا الخلل الهائل في توزع الناجحين الطائفي ؟ هل يا ترى هناك عجز مسيحي عن نجاح المباريات ؟ أم هناك هجرة للشباب المسيحي أو بحث عن العمل في القطاع الخاص ؟ 
لا بد من معالجة هذا الملف بكل شفافية وموضوعية لأن إستمرار الأمور على ما هي عليه سيؤدي إلى أحادية في القرار دون الدخول في تفاصيل خطورة ما كان يحصل ودون الغوص في المحطات التي تعطلت بها الدولة بين حين وآخر بسبب قدرة فريق معين على القيام بهكذا عمل. 
وعليه، لا بد من تضافر الجهود ووضع هذا الملف في إطار البحث بعيدا عن التهديد بالاستقالات والتلويح بعظائم الأمور لأن لبنان هو وطن لجميع اللبنانيين كما ويجب أن تتوزع وظائف الدولة فيه على جميع اللبنانيين وفيما يلي على جميع الطوائف التي تكون هذا البلد والذي لا يمكن أن نغرد خارج هذا السرب، اقله في هذا الوقت الراهن، لحين نضوج الأذهان والذهنيات معاً....