Christian militiamen of Mount Lebanon during the 1860 Mount Lebanon civil  war | Mount lebanon, Lebanese civil war, Lebanon history
يقول الدكتور وليم مك لور طومسون الانجيلي الأميركي ، الذي جاء الى بيروت عام 1833 ، وكان تاسع المبشرين الانجيليين الذين قدموا من أميركا الى بلادنا ، و أحد مؤسّسي الكلية الإنجيلية في بيروت ، التي أصبحت لاحقاً الجامعة الاميركية ، و الذي مكث في بلادنا لأكثر من خمسة وثلاثين سنة ، يتنقل في بلاد الشام ، بين فلسطين و لبنان وسورية ، و الذي الف في ما بعد ، كتابه المعنون بالانكليزية : The book and the land، " الارض والكتاب " عام 1870 ، اي قبل مائة وخمسين عاماً ، يقول في الفصل المتعلق بلبنان ، عن عدد سكانه البالغ اربعماية الف نسمة ، والموزعين على ستمائة بلدة وقرية ، تعيش فيها مختلف الأديان والطوائف ، وتمارس شعائرها المختلفة ، وهي مجاورة لبعضها البعض :
إن المواطنين غير مندمجين داخل مجتمع متجانس ، و لا يكنّون لبعضهم البعض المشاعر الأخوية … لا يوجد رابط مشترك للوحدة … فالمجتمع لا يرتكز على شرائح منفتحة في ما بينها ، كي تستطيع العمل لصالح الجميع ، وإنما يوجد أعداد لا حدود لها من انقسامات وتصدّعات وحواجز يتمسك بها عامة الناس المرتبكة والبائسة ، التي تشكل حجر الزاوية للعداوة في ما بينها …
ويكمل طومسون ليقول :
وحدها " الروح القدس " تستطيع بسط النظام كنتيجة لهذا اللغط ، وتحويل المكونات المتضاربة الى سلام و وئام …
لا يوجد دولة في العالم لديها تعددية مكونات معادية كحالة لبنان ، و هنا يكمن العائق الأكبر أمام أيّ تقدّم وتطوير عام لوضعهم ، وآفاقهم .. حيث لا يمكنهم أبداً ، تكوين شعب واحد موحد ..
ولا يمكنهم ان يتوحدوا وراء أيّ غاية دينية او سياسية .. لذلك سيظلون ضعفاء ، غير قادرين على حكم أنفسهم ، و معرّضين للغزوات والقمع من قبل الأجانب … و لطالما كان ولا يزال على ما هو عليه ، سيبقى شعباً منقسماً ، مهمّشاً في الحضيض !!
كانوا و لا زالوا .