قوة الإعلام - كاريكاتير - البيان
لنترك بيروت و مرفأها ، و لبنان و مشاكله ،
لنترك سوريا و إسقاط النظام ،
لنترك فلسطين و اليمن و العراق و ليبيا و الربيع العربي ،
لنترك الشرق الأوسط بكامله ... و نعود بالزمن ..
إلى نيويورك ١١ أيلول ٢٠٠١ ..
١٩ عاما مرت على أحداث ١١ ايلول .. تلك الأحداث التي ولدت اجتياح افغانستان و احتلال العراق ، ولدت الربيع العربي و اغتيال الحريري ، ولدت حرب تموز و الحرب السورية ، أعادت إحياء الصراع السني الشيعي و حرب اليمن ، احتلال ليبيا و صراع النفط و ألغاز في المنطقة ، ولدت العقوبات و التطبيع مع إسرائيل ، ولدت قيام الأخطبوط التركي و امتداد اذرعه ، ولدت الانقسام في البيوت العربية و اللبنانية ، غذت الطائفية و المذهبية ، أتت بالفقر و الجوع ، زرعت الكره و الحقد ..
لكن أهم شيء ،
قضت على المنطق في العقول ..
اليوم و بعد ما يقارب ١٩ سنة على أحداث ١١ ايلول التي هزت العقول في وقتها و قضت على المنطق في هولها و سرعتها ،
لنستعرض مجددا الحادثة المؤلمة للشعب الأمريكي :
" مجموعة من الشباب العرب و بقيادة المدعو بن لادن قررت الانتقام من امريكا .. فانقسمت مجموعات تسللت إلى داخل أمريكا حيث قسم منها أخذ دروسا بالطيران على طائرات السيسنا و قسم آخر جهز لوجستيا ما تبقى من العملية ..
و في ساعة الصفر ، اختطفت المجموعة ٤ طائرات تجارية من نوع بوينغ ، و توجهت بها إلى ٤ مواقع مهمة في الولايات المتحدة و دمرتها ، موقعة ٣٠٠٠ قتيل من الأمريكيين ، و مسببة سقوط اعلى برجين في امريكا بعد احتراقهم ، حيث و في اسفل موقع أحد الابراج الحديدية الذي ذاب بفعل الحرارة العالية و سقط ، عثر على باسبور عنصر مصري من المجموعة كشف المجموعة بكاملها لاحقا و انكشف الفاعلون .."
اليوم و بعد ١٩ سنة من هذه الحادثة المروعة ، استعرضنا القصة الرسمية المختصرة لأحداث ١١ أيلول ..
في وقتها ٩٦% من الناس على امتداد العالم صدقت الرواية ،
اليوم ، بعد ١٩ سنة ، النسبة لا تتعدى ال ٤٥% ..
و بعد ١٠ سنوات ستنخفض النسبة إلى ربما ٢٥% ،
و بعدها بعشرين سنة سيبقى ٤% مؤمنين بالرواية الرسمية ..
فيختفي جيل الحادثة ليأتي جيل آخر لا يأبه بما حصل ..
لكن السؤال هو : كيف استطاعت الإدارة الأمريكية و الإعلام العالمي الأخطبوطي التابع لها في وقتها إقناع ٩٦ % من الناس على الكرة الأرضية بقصة بن لادن و رفاقه ؟
و كيف سقطت تلك النسبة إلى ٤٥% اليوم أي خسرت القصة
٥١% من المصدقين و المؤمنين بها ؟
الجواب من مجموعة من علماء النفس الغربيين الذين قاموا بالدراسة اعلاه بسيط :
" امام هول أي كارثة كبيرة أو صغيرة ، يتوقف المنطق عند الإنسان عن العمل و يصبح عقله كصحن لاقط يريد أن يشبع نهمه و غريزته بأي مصدر معلومات دون التدقيق بها .. و هنا دور الإعلام التراكمي بالبث .. كلما زادت مصادر الإعلام التي تبث ، كلما خف جهد الإنسان عن التفكير و التقط المعلومات و خزنها و رددها حتى تصبح جزءا منه .. و مع الوقت ، كلما خف الإعلام التراكمي عن البث ، يعيد العقل الباطني خلق الاحداث من داخله و التشكيك بها ، فيصحو المنطق من النوم ..."
نتمنى صحوة منطق عند اللبنانيين .